قراءات هذا الشهر تشير إلي عمل الروح القدس فينا ويمكن تشبيه آحاد شهر هاتور برؤيا حزقيال (إصحاح ٤٧) والتي رأي فيها مياه الروح الخارجة من المذبح ووصلت للكعبين ثم الركبتين ثم الحقوين ثم الغمر
+ فالأحد الأول من شهر هاتور نري فيه المياه إلي الكعبين أي الإرتواء بمياه الروح
(تعهدت الأرض ورويتها.. وامتلأ نهر الله مياهاً – مزمور باكر الأحد الأوّل)
وهي الخطوة الأولي في عمل الروح كيف تنفتح قلوب أراضينا لمياه الروح القدس
+ والأحد الثاني من شهر هاتور المياه إلي الركبتين إشارة لحياة الصلاة الدائمة وظهور ثمار الروح
(مصلين في الروح القدس ولنحفظ أنفسنا في محبة الله – الكاثوليكون للأحد الثاني)
+ والأحد الثالث من شهر هاتور المياه إلي الحقوين إشارة للثبات والقوة في الحياة مع الله والخدمة
(وإن كان من الله فلا يمكنكم أن تنقضوه – الإبركسيس للأحد الثالث)
+ والأحد الرابع من شهر هاتور والمياه إلي الغمر الذي لا يمكن عبوره إشارة للغني والفيض والمجد
(هذه الأمجاد الجليلة التي أعطيت لنا للكرامة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية – الكاثوليكون للأحد الرابع)
وكأن القراءات تحكي لنا خطوات عمل الروح القدس في الإنسان
كيف ترويه (الأحد الأوّل)
وتُثمر فيه (الأحد الثاني)
وتقود خطواته (الأحد الثالث )
وتغمره بالمجد الإلهي (الأحد الرابع )
ملحوظة هامَّة
١- إرتباط المياه والزروع والثمار والأرض بالروح القدس (الأحدين الأوَّل والثاني من هاتور ) هو إرتباط واضح جداً في الكتاب المُقدَّس كلَّه ، وأيضاً في شروحات الآباء القديسين
(تك ١ : ٢) ، (مز ١٤٣ : ١٠) ، (أش٣٢ : ١٥) ، (أش ٤٤ : ٣-٤ )، (مت٣ : ١٦) ، (يو٣ : ٥)، (يو ٧ : ٣٧-٣٨)، (غل ٥ : ٢٢) ، (غل ٦ : ٨) ، (أف ٥ : ٩) ، (رؤ٢٢ : ١٧)
ويقول القديس أغسطينوس تعليقاً علي (أش٣٥ : ٧) ” واضح أن مجاري النهر تُفهم بمعنى الروح القدس الذي به تتقدس كل نفس تقية تؤمن بالمسيح لتصير مواطنة في مدينة الله.”
٢- وإرتباط البناء الشامخ والتلمذة للمسيح وتبعيته بالروح القدس ( الأحدين الثالث والرابع من هاتور ) هو أيضاً إرتباط واضح في الكتاب ، وفي شروحات آباء الكنيسة
(١كو ٣ : ٩ – ١٧) ، (أف ٢ : ٢٢) ، (كو ٢ : ٥) ، (يه١: ٢٠)