سبت الرفاع (سبت سهر التوبة)

 

“تـوبني فأتـوب، لأنك أنت الرب إلهى” (إر ٣١: ١٨)

[فلتشرق فينا حواس النور ولا تغطينا ظلمة الآلام] (ذكصولوجية باكر)

[إنه يـود أن يقـدم فـرصة للتـوبـة لكل محبوبيه، مُثبتًا إياها بإرادته القادرة إذن، فلنطع إرادته العظيمة الممجدة، وإذ نضرع طالبين رحمته وحنـو ترفقه، تاركين كل عمل بطال وخصام وحسـد يقـود إلى الموت، نعود إليه ونلقي بأنفسنا في مراحمه.] (القديس إكليمنضس الروماني).

شــواهــد القــراءات

(مزمور عشية مز ١٦: ٢-١)، (إنجيل عشية لو١٧: ٣- ٦)، (مزمور باكر ( مز١١٨: ٣٧-٣٥) )، (إنجيل باكر مر١٣: ٣٣-٣٧)، (البولس ٢كو ص ٦: ١٤ الخ وص٧: ١ الخ)، (الكاثوليكون١بط١:١-١٢)، (الإبركسيس أع٢١:١-١٤)، (مزمورالقداس مز٩٤:٢،١)، (إنجيل القداس لو١٣: ١-٥).

 

شــرح القــراءات

يبـدأ الإستعداد لبداية الصوم الكبير بتنبيهنا لكيفية تهيئتنا لذبيحة الصوم والدخـول في شركة مع المسيح له المجـد وسر صومه المقــدَّس.

لذلك يكثر الكلام في قـراءات اليـوم عن الحـذر والسهر، وفحص النفس للتوبة وتنقية الـداخل، وأن التوبة هى المخـرج الـوحيـد للنجاة من الهلاك الأبـدي.

يبـدأ مزمـور عشيّة بمراجعـة النفس البشريّة لأعماقها، لتبتعـد عـن الغش وتنظر دائما للإستقامة وهى علامـة أولاد اللـه بـالحقيقـة.

“وانصت إلى صلاتي فانها من شفتين بلا غش ليخرج من لدنك قضائي لتنظر عيناي الاستقامة”

ويؤكّد الرب في إنجيـل عشيّـة هـذا التحـذيــر لأجل إستقامة المحبّة وضـرورة الغفـران. “احترزوا لأنفسكم وإن أخطأ إليك أخـوك فوبخـه وإن تاب فاغفـر له “فـالتأكيـد هنـا علي علاقـات البنيـن كإخـوة في جسـد واحـد وكـأبنـاء للآب السمـاوي.

وفي مزمور باكـر تتذكّر النفس دائما أحكام الله لتعيش في مخافته.

“تذكرت أحكامك يا رب منذ الـدهـر فتعـزيت”

وفي إنجيـل باكـر يوصي الـرب بالسهر والصلاة لئلا تكون النفس نائمة في الخطية وقت الإفتقاد الإلهي الأخير.

“أنظروا أسهروا وصلوا لأنكم لا تعرفـون متى يكون الوقت، لئلا يأتي بغتة فيجدكم نياماً وما أقوله لكم أقوله للجميع أسهروا”

ويـحـذر البـولس من خطـورة إختلاط أبنـاء اللـه بأبنـاء العـالم ويـراجـع قـداسة حياتنا، ونقـاوة الجسـد والـروح، وطهارة الكنيسـة من نجاسات العالم.

“لا تكونـوا شركاء غير المؤمنين في نير لأن أية شركة بين البر والأثم، لذلك أخرجـوا من وسطهـم واعتـزلـوا منهم يقـول الـرب ولا تمسوا النجس فأقبلكم إليّ، فلنطهر ذواتنا من كل أدناس الجسد والـروح ونكمل القـداسة بمخافة الله”.

ويعلـن الكاثــوليكون فعـل الثـالــوث في النفـوس لتقــديسها وعمل التجـارب في الإيمـان لتنقيتـه.

“بمقتضي علم الله الآب السابق في تقديس الروح للطاعة ورش دم يسوع المسيح، وإن كان يجب أن تحزنوا بتجارب كثيرة متنوعة لكي تكون تزكية إيمانكم كريمة وهى أثمن من الذهب الفاني المجرب بالنار فتوجدون بفخر ومجد وكرامة عند ظهور يسوع المسيح”

ويقـدم الإبـركسيس نمـوذج لأبنـاء اللـه والإيمان العظيم والتسليم الكامل للمشيئة الإلهية حتى تقديـم الحياة في شخص القـدّيس بـولس.

“فأجاب بولس ما بالكم تبكون وتكسرون قلبي إني مستعد لا للوثاق فقط بل للموت أيضاً في أورشليم لأجل اسم الـرب يسوع ولما لم يقنع سكتنا وقلنا لتكن مشيئة الـرب”.

فكما لو كان هناك تـدرّجـاً في نقاوة وقـوّة الإيمان، فالبولس يراجع التطهير والإعتـزال الدائم عن الشر، والكاثوليكون يعلـن فعل الثالـوث في التقـديس وقبول التجارب للتنقية، والإبركسيس عن كمال قبـول التجـارب حتى الموت لأجـل إسم الـرب يسوع.

لذلك يـدعـو مزمـور القـدّاس الكل للتهليل والفـرح، فالتنقية الـدائمة تقـود للفـرح الكامل بالخلاص. “هلموا فلنبتهج بالرب ولنهلل لله مخلصنا ولنبادر فنبلغ إلى وجهه بالاعتـراف ولنهلـل له بالمزاميـر”.

ويختـم إنجيـل القـدّاس بالـدعـوة الإلهية في كل جيل لكل النفـوس، أن لا ننشغل أبداً عن دعـوة توبتنا، وسهر حياتنا، بأي إنشغال آخر حتى ولو كان ظاهـره روحي لكن يبعدنا عن فحص نفوسنا، وقلقنا الإيجابي على مصيرنا الأبدي.

“وفي ذلك الوقت حضر إليه قـوم يخبرونه عن الجليليين الذين خلط بيلاطس دماءهم بذبائحهم فأجاب يسوع وقال لهم أتظنون أن هؤلاء الجليليين كانوا خطاة أكثر من كل الجليليين حيث كابـدوا هـذه الآلام كلا أقـول لكم بل إن لـم تتوبـوا فجميعكم كذلك تهلكون”.

ملخّـص القــراءات

مزمور عشيّة. باكر. القدّاس نَظَـرْ النفس الـدائـم للإستقامة وأحكـام الله يثمر فيها فـرح دائـم.
إنجيـل عشيّة دعـوة الـرب الكل للغفـران لأخطاء الآخريـن.
إنجيـل باكـر دعـوة الـرب الدائمة للكنيسة ولكل نفس بالسهر.
البـولس الإعتزال الدائـم عـن نجاسات العالـم.
الكاثـوليكـون فعل الثالـوث في النفـوس للطاعة وفعل التجارب للتنقية.
الإبركسيس قبول الإنسان للموت بإرادته كإعلان عن مجد التسليم لإرادة الله.
إنجيل القـدّاس الـدعـوة الإلهية الدائمة لكل البشر في كل جيل بالتـوبة للنجاة من الهلاك.

 

الكنيسة في قــراءات اليــوم

إنجيل باكر المجئ الثاني وعـدم معرفـة اليـوم ولا الساعة.
البـولــــس الجهاد المستمر للنقاوة والتطهير.
الكاثوليكون الخلاص هـو فعل الثالوث وموضوع النبـوءة وشهـوة الملائكة.
الإبركسيس موهبة النبـوءة للـرجل والمرأة.