مقدمة قراءات شهر بابه

 

تتجه قراءات شهر بابة للتركيز على شخص رب المجد يسوع ولاهوته وسلطانه على كل شيء على أرواح البشر وأجسادهم وعلي الطبيعة وعلي الشياطين وعلي الموت ذاته

ولكن ما نراه في قراءات هذا الشهر أن ابن الله في كل لقاءاته ومعجزاته لا يلمس فقط ما يطلبه الإنسان، بل أولاً والأهم ” ما يحتاجه ” وأيضاً لا يعطي فقط الأمور المنظورة لكن يتعداها الي ما هو غير منظور وغير مُدرك

فهو يُعطي غفران الخطايا للمفلوج، فبرغم تركيز الأربعة والمفلوج نفسه في شفاء الجسد يُلْفِت الرب النظر إلى ما هو أهم وأعظم وأعمق وأشمل وهو شفاء روح الإنسان من الخطية ونوال الخلاص

وهو يُعطي لبطرس السمك الكثير جداً ليس فقط احتياجه لكن ما يتعدى أحلامه في الصيد الوفير، الذي ملأ سفينتين حتى أخذتا في الغرق فيفتح عيني بطرس ويعقوب ويوحنا على ما هو أعظم من الشبكة الملآنة فيتركون كل شئ وكل إنسان ليتبعوه كل الأيّام

ويقبل طلبة الناس لشفاء المجنون الأعمى الأخرس، ولكن بأن يحرّره من سبب كل تعب وينتهر الشيطان أساس كل جنون وعمي وخرس فينطلق الإنسان حرًّا من قبضة إبليس أهم من مجرد شفاء الجسد

وهو يذهب بنفسه لأرملة مكسورة من الحزن ليهب ابنها الحياة دون طلبها

وما نراه أيضاً في قراءات هذا الشهر قيمة الشركة ودورها الفعّال في استجابة ابن الله للبشر

فنري المفلوج يحمله أربعه وينظر الرب إلي إيمانهم

والصيد الوفير لا يأخذه بطرس لنفسه لكن ينادي علي شركائه في السفينة الأخرى

والمجنون الأعمى الأخرس يحتاج لمن حوله لكي يُحضروه إلي السيد

والميت المحمول يحمله ويذهب ورائه جمع غفير

وهذا يفتح عيوننا علي أهميّة ما نفعله تجاه كل من حولنا من مرضي ومحتاجين ومتألمين.

لذلك يمكن أن نقول أيضاً أن قراءات هذا الشهر تُعْلِن لنا قيمة وفاعلية الشركة…