قراءات يـوم الأثنيـن من الأسبـوع الأول من الصوم الكبير

 

 

إله الـرأفـة وطــول الأنــاة

“طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْمَسَاكِينُ، لأَنَّ لَكُمْ مَلَكُوتَ اللهِ” (لو٦: ٢٠)

[معونـة للمساكين، راحة للمعـوزيـن، المتضايقـون أشبعهـم بالخيـرات] (من طِلبات القـدّاس الغريغوري)

[أتقـول ليس لك قـدرة على تقـديم أعمال رحمة؟ فَلَكَ لسان، أيا كان فقـرك فلك قدمان بهما تـزور المريض، وتفتقـد في السجن، لك سقف تستقبل تحته غرباء، ليس هناك عـذر قط لمن لا يمارس عمل الرحمة] (القديس يوحنا الذهبي الفم)[1]

 

 

شــواهــد القــراءات

(خر٢: ٢٣) – الخ،(خر٣: ١-٥)، (إش١: ٢-١٨)، (مز٦: ١-٢)، (مت١٢: ٢٤-٣٤)، (رو١: ٢٦)-الخ، (رو٢: ١-٧)، (يع٢: ١-١٣)، (أع١٩:١٤)، (مز٢٥:٢١)، (مر٩: ٣٣).

 

 

شــرح القـــراءات

تتكلّم قــراءات هـذا الْيـَوْمَ عن إله الـرحمة والـرأفة إله المساكين والبائسين والضعفاء. كما تتكلّم أيضاً عن أبناء الآب صورتهم وطبيعتهم وأعمالهم.

تبدأ القـراءات بسفر الخروج الـذي يظهر الله فيه استجابته لأنين الشعب ومذلّته بعد عبودية قاسية. “وتنهد بنو اسرائيل من أشغالهم وصرخوا فصعد صراخهم إلىّ الله من أجل الخدمة فسمع الله أنينهم، فتذكّر الله ميثاقه الذي قـرره مع ابراهيم واسحق ويعقـوب ونظر الله الى بني اسرائيل وظهر لهم”.

وفِي سفر إشعياء رغم شرور الشعب في القـديـم وكثرة الظلم فهو يعاتبهم عتاب الأب لأولاده ويرسم لهم طريـق الـرجـوع والنجاة.

“أني ربيت بنين ورفعتهم أما هم فتمردوا عليّ، فاغتسلوا وتطهروا وانزعـوا الشر من نفوسكم من أمام عيني وكفـوا عن سيآتكم تعلموا فعل الخير والتمسوا الإنصاف أغيثوا
المظلوم، وأنصفوا اليتيم، وحاموا عن الأرملة، تعالوا نتحاجج يقـول الـرب إن كانت خطاياكم كالقـرمز تبيض كالثلج وإن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف”.

لذلك تلتجئ النفس في مزمور باكر إلى مراحم الله لأجل شفائها في ضعفها.

“إرحمني يا رب فإني ضعيف، إشفني يا رب فإن عظامي قـد اضطربت”.

وفِي إنجيل باكر عندما تكلّم اليهود بتجديف على إبن الإنسان لأنّه يخرج الشياطين، واجههم بأبناء جنسهم التلاميـذ البسطاء الذين كانوا أيضاً يخرجـون الشياطين.

“وإن كنت أنا أخرج الشياطين ببعلزبول فأبناؤكـم بمن يخرجـون فمن أجل هـذا هـم قضاة عليكم”.

ثم يسرد في البولس أنواع شرور البشر التي تتنافي مع الـرحمة والـرأفــة.

“ممتلئين من كل إثم وزنى وشر وطمع وخبث، مشحونين حسداً وقتلاً وخصاماً ومكراً وسوءاً، بلا فهم ولا عهـد ولا حـنـو ولا رحمة”.

ورغـم ذلك يطيل الله أناته على الكل لأجل التوبة، ويحـذِّر من الإستهانة بغنى مراحمه.

“أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته ولا تعلم أن لطف الله إنما يقتادك إلي التوبة، ولكنك بقساوتك وقلبك الغير التائب تُدخِر لنفسك غضباً ليـوم الغضب”.

كما يحذّر الكاثوليكون من خطية المحاباة في الكنيسة التي تشوّه إعلان وحقيقة أبوّة الآب للكل، وقيمة كل أعضاء الكنيسة مساكين وأغنياء عبيد وأحرار.

“فإنه إذا دخل مجمعكم رجل بخاتم ذهب في حلة بهية، ودخل مسكين بلباس رث، فنظرتم إلى الذي عليه الحلة البهية وقلتم له إجلس أنت ههنا حسناً، وقلتم للمسكين قـف أنت هناك أو اجلس ههنا تحت موطئ الأقدام، اسمعوا يا إخوتي الأحباء، أما اختار الله مساكين هـذا العالم وهم أغنياء في الإيمان وورثة للملكوت الذي وعد به الذين يحبونه أما أنتم فقـد أهنتم الفقير”.

ويهتّم الإبركسيس بإظهار مراحم الله مع خدّامه الأمناء وكارزيه بحفظهم من الموت رغم الرجم، والذين بدورهم أيضاً يشدّدون الآخرين ويسندانهم، كما يُظْهر مراحم الله تجاه الأمم وقبولهم في الإيمان.

“فـرجموا بولس وجروه خارج المدينة ظانين أنه قد مات، فبينما كان التلاميذ محيطين به، قام ودخل المدينة وفِي الغد خرج مع برنابا إلي دربة فبشرا في تلك المدينة وتلمذا
كثيرين، ثم رجعا إلى لسترة وإيقونية وأنطاكية يشددان أنفس التلاميذ ويعزيانهم أن يثبتوا في الإيمان، وأخبراهم بكل الأشياء التي صنعها الله معهما وأنه فتح للأمم باب الإيمان”.

لذلك في مزمـور القـداس تطمئن نفـوس البائسين بالههم ومراحمه الكثيرة .

“يأكل البائسون ويشبعون، يسبح الرب الذين يلتمسونه”.

ويختم إنجيـل القـدّاس بصورة أبناء الآب الذين هـم خـدّام الكل وهـم الأولاد، وهـم أيضاً هـؤلاء الصغار والذين يحيـوا في سلام ووداعة الحمام والحملان، وأخطر ما يعطّل عمل الآب في أولاده الكبرياء والتحزّب والعثرات.

“إن أراد أحد أن يكون أولاً فليكن آخر الكل وخادماً للجميع، ثم أخذ صبياً وأقامه في وسطهم واحتضنه وقال لهم: من يقبل أحد هـؤلاء الأولاد هكذا بإسمي فقد قبلني، ومن شكك هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخيـر له بالحري أن يعلق به حجر الرحي ويطرح في البحر، الملح جيد ولكن إذا صار الملح بلا ملوحة فبماذا يملح؟ فليكن فيكم ملح، سالموا بعضكم بعضاً”.

 

 

ملخّص القــراءات

سفـر الخروج الله يسمع أنين شعبه وصراخهم وصلواتهم
سفـر إشعياء الله يعاتب أبناؤه ويدعوهم للتوبة
مزمور باكر تدرك النفس ضعفها وتحتمي في مراحم الله
البولس شرور البشر تتنافى مع الرحمة والرأفة
البولس طول أناة الله ورأفاته يهدف لتوبة الإنسان
الكاثوليكون المحاباة في الكنيسة ضد كرامة وقيمة أبناء الله الآب
الإبركسيس مراحم الله تحفظ الكارزين من الضرر
مزمور القـدّاس شبع البائسين بإله الرأفة
إنجيل القـدّاس أبناء الآب الرؤوف هم خدّام الجميع وهم الأولاد وهؤلاء الصغار

 

 

الكنيسة في قــراءات اليــوم

سفـر الخروج العليقة رمز التجسّد
إنجيل باكر لاهـوت الـروح القـدس
البولس أهمّية وضرورة الأعمال الصالحة
الكاثوليكـون الناموس الملوكي ووحدة الكتاب
الإبركسيس رسامة القسوس
إنجيل القـدّاس المكافأة بملكوت الله أو العقاب بجهنم

 

 

عظات آبائية :

من أقوال القديس يوحنا الدرجى :

١-دع كل الذين ينقادون بروح الله يدخلون معنا الى هذه الكنوز الروحية الحكيمة ممسكين بيدهم الروحية المعلومات الموحاه من الله نحن قد تلاقينا واختبرنا وأتينا معانى الشرح السابق فى حياتنا قال أحد الأباء عن الاتضاع انه نسيان دائم لما حققه الانسان وقال آخر : انه اعتراف الانسان بكل الخطايا وأكبرها وقال آخر : هو أن يتيقن العقل من ضعف الانسان وعجزه وبأنه آخر الكل وأول الخطاه وقال آخر : هو قدرة الانسان أن يكون سباقا حين يوقف المشاجره وهو فى عمق الغضب وقال آخر هو الاحساس بانسحاق النفس وأن يقمع الانسان ارادته الخاصة

ولكنى عندما استمعت لكل هذا ونظرت اليه بتعقل وانتباه وحدث أننى شعرت أنى غير قادر على ادراك جمال فضيلة الاتضاع من كل ما قبل وهكذا فى النهاية جمعت أقوال الأباء الذين تعلموا واختبروا الاتضاع كما يلتقط الكلب الفتات الساقط من المائده ثم أعطيت تعريفا عن الاتضاع : الاتضاع هو هبه غير مسماه داخل النفس اسمها معروف فقط للذين اختبروها انها ثروة لا يعبر عنها انها هبة من الله لأنه قال تعلموا ليس من ملاك ولا من انسان ولا من كتاب ولكن تعلموا منى ومن السكنى معى تعلموا من اعلاناتى وعملى فيكم لانى وديع ومتواضع القلب والفكر والروح وسوف تجد نفوسكم الراحه من الاتعاب وسوف يزول الجدال

٢-  فالانسان الذى يتخذ الاتضاع عروسا له هو فوق الكل انسان رقيق عطوف مملوء بمحاسبة النفس ومتعاطف مع الآخرين وهادىء ووديع وهو أيضا صاف ومطيع لا يؤذى أحدا وهو يقظ غير متراخى وماذا تقول أيضا ؟ هو خال من الشهوات لان المزمور يقول ” الذى فى مذلتنا ذكرنا لأن الى الأبد رحمته ونجانا من أعدائنا لأن الى الأبد رحمته ” (مز١٣٦: ٢٣-٢٤) فالله ينجى المتواضع من شهواته ومن خطاياه

٣-لتعلم يا عزيزى أن الوديان سوف تظل وفيره فى المحصول والثمار الروحية هذا الوادى هو خضوع النفس واتضاعها بين الجبال أى أنها مملوءه بالأعمال الصالحة والفضائل ولكن رغم ذلك فانها تظل خاضعة وثابتة ان داود النبى لم يقل أنا صمت أو أنا ظللت ساهرا أو أنا اضطجعت على الأرض ولكنه قال ” أنا اتضعت والرب خلصنى سريعا ” (مز١١٥: ٥)

٤-  كل الأشياء المرئية تستمد ضوئها من الشمس وكذلك أيضا كل ما يعمل طبقا للصواب يستمد قوته من الاتضاع وحيث لا يوجد ضوء يكون كل شىء مظلما وهكذا حيث لا يوجد اتضاع فكل ما عندنا يكون فاسدا

5–  أن تكون متواضعا شىء وأن تجاهد من أجل الاتضاع شىء آخر وأن تمدح المتواضع شىء آخر فالأول يتعلق بالكمال والثانى يتعلق بالمطيع والثالث يتعلق بالايمان

6–  الاتضاع هو باب الملكوت حيث يدخل الذين يقتربون إليه وأنا أعتقد أن الرب قد تكلم عن هذا الباب عندما قال أنه ” سوف يدخل ويخرج ويجد مرعى ” (يو١٠: ٩) أى سوف يدخل ويخرج من الحياه بدون خوف وسوف يجد مرعى وعشبا أخضر فى الملكوت وكل الذين دخلوا حياة النسك من أى باب آخر غير باب التواضع هم لصوص وسراق لحياتهم الشخصية[2]

 

 

من أقوال مار اسحق السريانى :

١-الاتضاع حتى بدون أعمال يستطيع أن يغفر كثرة من الخطايا0 ولكن بدون الاتضاع حتى الأعمال تكون بلا فائدة بل ومن الممكن أن تؤذى ان الاتضاع هو الملح الذى يصلح لكل أنواع الطعام لأنه هو أساس كل الفضائل ولكى نقتنى الاتضاع يجب أن يفكر الانسان فى نفسه بانسحاق ، ويحتقر ذاته ويحاسبها محاسبة دقيقة. ولكن اذا اقتنينا الاتضاع فسوف نكون أولاد الله بالحقيقة

٢-سئل أحد الأباء عن كيفية اقتناء الاتضاع فأجاب : هو أن يتذكر الانسان خطاياه باستمرار ، وأن يتذكر بأن الموت قريب ، وبالملابس البسيطة ، وبأن  يفضل دائما المتكأ الأخير ، وبأن يختار الانسان بفرح الأعمال والخدمات البسيطة والحقيره ، وبأن لانكون متمردين غير مطيعين ويلزم أيضا الاحتفاظ بالسكوت وعدم محبة اللقاءات والاجتماعات (يقصد المتوحدين) وبأن نفضل ألا نكون معروفين ومشهورين ومفضلين فى أى موقع ويقتنى الانسان الاتضاع أيضا حين لا يمتلك أى شىء ملكيه خاصه (يقصد الرهبان) وبأن يكره الحديث مع الناس ويتجنب الربح أيضا (خاص بالرهبان)

وفوق كل هذا يجب أن يرتقى بفكره فوق أن يتهم أو يدين أى شخص وأن يكون فوق الغيرة وألا يكون هو الذى يظلم الآخرين بل يتحمل ظلم الآخرين عليه ويؤدى عمله بأمانة ولا يحمل من هموم العالم سوى هم خلاص نفسه فقط وفى اختصار أكثر نقول أن حياة الغربه على الأرض والانسحاق والعزله هى التى تولد الاتضاع والنقاء فى القلب

٣-الانسان المتضع لا يطلب أو يلتمس شيئا من الله ولا يعرف شيئا يطلب لأجل نواله ولكنه ببساطه يحفظ كل احساسه فى سكوت وينتظر فقط الرحمه والرأفه وما تريد الحكمة الالهية أن ترسله له وينظر بعينيه الى أسفل ووجهه الى الأرض وعيون قلبه العميقه ترتفع الى عتبة قدس الأقداس حيث يسكن الذى فوق الظلمات ، الذى يغطى السيرافيم أعينهم منه ويعرف أن يتكلم ويصلى هكذا فقط “يارب لتكن مشيئتك”

٤-الاتضاع هو صفه خفيه يصل اليها القديسون الكاملون عندما تنتهى حياتهم هذه القوة تعطى عن طريق الهبة والمنحة فقط لهؤلاء الذين كملوا فى الفضائل لأن فضيلة التواضع تحوى كل الفضائل داخلها

٥-واذا سأل أى انسان كيف أقتنى الاتضاع سوف تجاوبه ” يكفى التلميذ أن يكون كمعلمه والصبى كسيده ” (مت١٠-٢٥)أنظر مدى اتضاع الذى أعطانا هذه الوصية اصنع مثله وأنت تقتنى الاتضاع

٦-يتبع الاتضاع قمع الذات والانتصار عليها فى كل شىء ان الاتضاع يقود الى التأمل ويزين الروح بالطهارة ولكن حيث الغرور والقلق المستمر وتضارب الأفكار يوجد الاناء الملوث من كل شىء يقابله ويلوث القلب ان مثل هذا الانسان ينظر لحقيقة الأشياء بعين معيبه ويملأ العقل بصورة ملوثه ولكن الاتضاع يولد انتعاشا روحيا عن طريق التأمل ويوجه صاحبه لكى يمجد الله[3]

 

 

نقاوة القلب والافراز القديس برصنوفيوس :

نقاوة القلب والاتضاع والافراز

[العمل الداخلي هو انسحاق القلب وهو يجذب الطهارة ، والطهارة تلد سكون القلب الحقاني وهذا السكون يلد التواضع ، والتواضع يصير الإنسان مسكنا لله . وهذه السكني تطرد الأعداء الأشرار مع كافة الأوجاع الرديئة وتحطم الشيطان رئيسهم . تصير الإنسان هيكلا لله مقدساً مستنيراً مطهراً فرحا ممتلئا من كل رائحة طيبة ، وصلاح وسرور ، ويصير الإنسان لابسا لله نعم ويصير إلها لأنه قال «أنا قلت انكم الهه وبني العلى تدعون» فلا يبلبل الشيطان أفكارك قائلا لك أن الأطعمة الجسدانية تمنعك أن تبلغ المواعيد الصالحة ، فليس الاكل كذلك ، لأن كل شئ خلقه الله جيداً أن الذي يخرج من الفم لانه من القلب يخرج وهذا هو الذي يعوق الإنسان أو يمنعه أن يأتي بسرعة إلى المواعيد الصالحة التي قد أعدت له ، فإن أنت تناولت حاجة الجسد فتناول منها بقدر قوة الإنسان على أن يتعب وتتضع أفكاره حينئذ بفتح الله قلبك لتنظر النور الحقاني وتفهم أن تقول أني بالنعمة قد تخلصت بالرب يسوع والذي يريد أن يرضي الله فليقطع هواه لمصلحة أخيه . وإذا فعل ذلك فهو يجد النياح بالرب . شخص يصل إلى السلام في الرب عن طريق أعمال التقوى ، وآخر يبلغ نفس الهدف بالا تضاع ، وعليك أنت أن تبتغي

حصولك على السلام مقابل الطريق الأول والثاني معاً . عندما يكون الغضب قد مات في قلبك بواسطة تهذيب الهيجان ، حينئذ تتحقق كلمة الكتاب لك «أنظر إلى تواضعي» وأغفر لي جميع خطاياي (مز٢٥ : ۱۸) «لعل الله يحفظ نفسك وجسدك وروحك من كل شر ومن كل مؤامرات الشرير ومن كل الخيالات الرديئة التي تجلب شرود الأفكار» . تنهد إياك أن تحسب نفسك شيئا لا تقارن نفسك بالآخرين في أي شئ ، أترك الدنيا أصعد على الصليب . انبذ كل الأشياء الأرضية أنفض الغبار عن قدميك ، استهن بالخزي (عب۱۲: ۲) . لا توقد الأتون مع الكلدانيين لئلا يحرقك غضب الله معهم . اعتبر كل إنسان أفضل منك ، أبك علي ميتك ، أخرج خشبتك من عينيك ، أبن بيتك المهندم ، وأصرخ يا ابن داود أرحمني . كي أبصر (لو ۱۸ : ۳۸-٤١) .

أشته أن تقتني الاتضاع والتسليم ، لا تضر أن يجري أي شئ بحسب أراداتك لأن هذا يولد الغضب ، ولا تدن أو تحتقر أي شخص لأن هذا يثقل القلب ويعمي العقل ومن ثم يقود إلى التراخي أو يقسى مشاعر القلب وتحفظ دائما وتعلم لتفهم ناموس الله ، لأن هذا يجعل القلب حارا بالنار الإلهية . كما قيل “عند لهجي اشتعلت النار ” (مز ۳:۳۹) . أحس شفتيك من أي كلمة بطالة أو محادثة رديئة لئلا يتعود القلب على كلمات الشر ، اطرح ذالك أمام الله قائلا : اللهم ارحمني أنا الخاطئ (لو ۱۸: ۱۳) فسيرحمك ويحفظك ويحميك من كل شر ، ليقودك من الظلمة إلى النور الحقيقي ومن الزيف إلى الحق ومن الموت إلى الحياة في المسيح يسوع ربنا . عطيتان يعطيهما الله للإنسان بهما يخلص وينجو من كل أوجاع الإنسان العتيقة : الإتضاع والطاعة  . ولكننا لا نشتاق إليهما ولا نريد أن تتوطن فيها ولا أن نسترشد بهما . دع عنك : كل تمایل . أحن عنقك للإتضاع والطاعة فستنال رحمة أن مارست كل ما سمعته عن الآباء في أتضاع من الله سيمنحك نعمته المعينة ليس فقط في الأعمال التي تؤديها بل سينجح كل أعمالك أيضا لأنه يحمي طريق خائفية ويراقب تقدمهم . ] القديس برصنوفيوس[4]

 

 

 

 

عظات آباء وخدام معاصرون :

 

من هو الأعظم  ؟ لقداسة البابا تواضروس الثاني

يوم الأثنين من الأسبوع الأول لقداسة البابا تواضروس الثاني

 

(مر ٩ : ٣٣ – ٥٠)

من هو الأعظم  ؟

أريد أن تضع أمامك أول سؤال فـي أول يـوم مـن أيـام الـصـوم المقدس، وهـو سـؤال:

“من هو الأعظم؟” تخيل معي أن التلاميذ سـائـرون فـي الطـريـق، ثم سأل أحدهم الآخر: “تعتقـد مـن أعظم أنا أم أنت؟”، سؤال غريب طبعاً، ثم تخيـل الـرد وقال أحدهما للآخر: “أنا الأعظم”. فقال له الآخر: “دعنا نذهب لشخص آخر ونسأله في هذا الموضوع”، وعندما ذهبوا للطرف الثالث وعرضوا عليه السؤ ال نظر إليهما، ثم أجاب وقال: “لا أنت ولا هو بل أنا الأعظم” …

هذا مجرد تخيل، وبدأت الحكاية تنتقل من الثاني للثالث للآخر … من هو الأعظم؟ – زوج وزوجة في البيت ربما يكون هذا السؤال في داخلهم “مـن هـو الأعظم؟” ممكن يكون السؤال بين اثنين خدام، أو اثنين من الآباء في كنيسة واحدة، واحد يقول: “أنا

هو الأعظم”، والآخر يقول: أنا القمص ….”. قد يكون اثنان من الخدام فـي خدمة واحدة ، وكل خادم فيهم يرى نفسه أنه هو الأعظم.

وهذا السؤال يـا إخوتي يكشـف عـن خـطـيـة رابضـة فـي قلـب الإنسان، فإن جاءك وشعرت أن إجابته في شخصك أعرف أنك تقع في خطية كبيرة هي خطية الكبرياء. وممكن السؤال يأتي بصورة أخرى فمثلاً يكون: “مـن هـو الأقوى ؟ مـن هـو الأحسن؟ من هو الأفضل ؟”.

وظن أنه يدور في أذهان حضراتكم كيف يفكر تلاميذ المسيح بهذه الطريقة، وقد نسوا أن السيد المسيح في وسطهم، وهو الأعظم منهم كلهم. ويصير هذا المرض الروحي السماء. “مرض الكبرياء” في قلب الإنسان، حتى أنه يعوق أن يكون للإنسان نصيب في السماء ونحن في أول يوم من الصوم، وأرجوك أن تعيش مشاعر هذا المعنى، فهذا أول يـوم فيه تضع الكنيسة هذه القراءة لئلا تقـع فـي هـذه الخطية ، أو يكون هذا الضعف في

ولكن ماذا صنت الرب يسوع معنى ؟

أجاب يسوع بطريقة عملية، فقد أتى بطفل صغير ووضعه أمام التلاميذ وقال لهم: ” الحق أقول لكم : إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلـن تدخلوا ملكوت السماوات. فمن وضع نفسه مثـل هـذا الـولـد فهـو الأعظـم فـي ملكوت السماوات. ومـن قبـل ولـداً واحداً مثل هذا باسمي فقد قبلني” (مت ۱۸: ۳ : ٥) وكأن الطفل الصغير الذي نراه فـي وسـطـنـا فـي الحياة هـو الإجابة عن سؤال فـي غاية الأهمية، فهذا الطفل الصغير يمثل إجابة واقعية عما يجب أن تكون حياتك، ليست العظمة بالرئاسة ولا بالمناصب ولا بالألقاب ولا بالقدرات ولا بالمهارات ولا بالسن ولا بالغنى، فليست العظمـة هـكـذا، وإنما هي أن تكون حياتك قامة الملكوت واتضاع الطفولة.

لقد احتضـن الـرب يسـوع الـطـفـل أمـام الجميـع لـكـي يعـلـن محبتـه لهـذه القامـة الروحيـة وهـي قـامـة الطفولة، وقـال هـذه الإجابة الجميلة: ” إذا أراد أحـد أن يكـون أولا فيكون آخر الكل وخادما للكل ” (مر ٩: ٣٥) . هذه هي العظمة. وأرجوكم يا إخوتي لا تجعلـوا أذهانكم تتلوث بمفاهيم العالم، فالعـالـم لـه مـفـاهيم أخـرى فـي العظمـة ” عظمـة المنصـب ـ عظمـة اللقـب ـ عظمـة المكـان “، وكـل هـذا لا يوجـد فـي حياتنـا المسيحية.

العظمـة فـي مسيحيتنا هي أن يكون الإنسان آخر الكل، وخادماً للكل. وأرجـو أن تدخل هذه الحقيقة إلى وعيك، فالزوج أو الزوجـة يصير هـو أوهـي عظيمـا بمقـدار التعب والخدمة.

لذلك كيف يرى الإنسان ذاته في حياته؟ أن يكون آخر الكل وخادماً للكل.

(أمثلة)

١ – إبراهيم أبو الآباء:

في القديم نقرأ عن إبراهيم أبي الآباء، وعن ابن أخيه لوط والنزاع الذي قام بين رعاتيهما ، فنجـد أن إبراهيم أبـا الآباء الذي يدرك أن العظمـة فـي أن يكـون آخـر الكـل وخادماً للكل ، ماذا تفعل يا أبانا إبراهيم ؟ قال إبراهيم للوط : ” اختر مـا تحـب ، اختر أنت أولاً وأنا اصير آخراً . وينجح إبراهيم في هذا الاختبار، ويقول عنه الكتاب وعن كل أيام حياته ” فامن إبراهيم باللـه فحسـب لـه بـرا ” (رو ٤ : ٣) ، لذلك نسميه (أبـو الآبـاء) ، فهـذا العظيم جعل نفسه آخر الكل ، وهذه هي العظمة. أما إذا امتلأ عقل الإنسان بالتمرد والعناد ورأى نفسه أعظم من أخيه، فسوف تزداد المشكلة حجماً ولا يتخلى أحدهما عن العناد وتظل المشكلة موجودة.

٢- العذراء مريم : أمنا العذراء التي حملت ابن الله الكلمة القدوس، وخدمتها للقديسة أليصابات التي حملت بيوحنا المعمدان، تلك المرأة التي كانت عاقراً، وبلا شك أمنا العذراء هي الأولى وهي العظيمة، فبمجرد أن أتتها البشارة بحبل ابن الله القدوس وهي بتول ودائمة البتولية، وهي الصبية الصغيرة، وتسمع أن قريبتها أليصابات حبلى بابن في شيخوختها، تنسى نفسها وتنسى العظمة التي هي فيها، وتنسى الجنين الذي في بطنها وتسرع فـي طرق غير ممهدة لكي تصل لأليصابات، وبالفعل تصل إليها وتقوم بخدمتها طوال فترة حبلها، بالرغم من أنها أم الله القدوس، لكنها كانت تدرك جيداً أنها آخر الكل وخادمة للكل، وهذه هي المسيحية.

٣ـ يوحنا المعمدان والسيد المسيح :

يوحنا المعمدان ولد قبل المسيح بستة أشهر، وهذا يشير أن يوحنا أكبر سنا مـن السيد المسيح ، لكن من ناحية العظمة المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد ، أما يوحنا المعمدان فيحسب إنـه نـبي ، وبالرغم أن يوحنـا كـان لـه مـكـانـة فـي المجتمع اليهودي وكانت له مهابته ، وكان منظره ممتلئ وقار، وهو ناسك من نُساك البرية ، لكن عندما يأتي السيد المسيح إليه يمنعه القديس يوحنا قائلا : ” أنا محتاج أن أعتمد منك، وأنت تأتي إلي ! ” (مت٣ : ١٤) ،  و ” لست أهلا أن أنحني وأخل سيور جدائه ” (مر١ : ٧) . أما السيد المسيح قال له : ” اسمح الآن ، لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر” (مت٣ : ١٥). عجبي على هذا الاتضاع ، يوحنا المعمدان يقـول : ” ينبغي أن ذلك يزيد وأنـي أنا أنقص ” (يو٣ : ٣٠) .  يا لمثل هذه العظمة الممزوجة بالاتضاع مع الطاعة بدون كبرياء أو عناد، و بدون أن يرى الإنسان ذاته، وأنه بذكائه أو مهاراته أو إمكانياته صار في هذه العظمة.

ضع أمامك القاعدة التي تجعلك عظيماً وهي أن تكون آخر الكل وخادماً للكل، وهذه هي العظمة المحسوبة لك في السماء.

أريد أن أوضح لك أن كبرياء الإنسان جعله يصل إلى حالة رديئة، ففي (رؤ٣ : ١٧) ، يقول لملاك كنيسة اللاودكيين ” لأنك تقول : إني أنا غني وقد استغنيت ، ولا حاجة لي إلى شيء ” ، وهذه هي قمة الخطية ، فدائما تكون هذه هي نظرة الخاطئ المتكبر لنفسه ، أما نظرة الله له فهي عجيبة جدا يا إخوتي، حيث يقول له الوحي الإلهي : “ولست تعلم أنك أنت الشقي والبئس وفقير وأعمـى عريان” (رؤ ٣ : ١٧). وهـذا يعـني قمـة الضعف والخطية ، فحالتك صعبة جدا لمن يمتلك مثل هذه الأفكار. ونقرأ عن نفس المشكلة في رسالة يوحنا الرسول الثالثة عن “ديوتريفس” الذي أحب أن يكون أولاً (٣يو ١ : ٩) .

* من هو الأعظم ؟

تجيب المسيحية عن هذا السؤال بثلاث درجات هي :

(١) يجب أن يكون المسيح أولاً في حياتك في كل شيء ، يقول القديس بولس الرسول : ” فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلـون شـيئاً ، فافعلوا كـل شـيء لمجـد اللـه ” (١كو٣١:١٠). أي عمل أو مسئولية أو حياة جديدة اجعل الله أولا ، اجعل مسيحك أولا، إن كان زواج فاجعـل المسيح أولاً ، وإن كـان عـمـل وربـنـا أرسـل لـك خيراً منه فيكون للمسيح أولا، حتى الوقت وبداية يومك اجعل المسيح أولا.

(٢) الآخر ثانياً ، فيجب أن تكون محبة المسيح أولا، والتي من خلالها أعطى لـي محبة الأب والأم والأخ والأخت والزوج والزوجة.

(٣)  نفسك (أنت) وهي آخر الكل وخادم الكل ، ليس مهماً أن تكون أولا في عين الناس، ولكن الأهم أن تكون أولا فـي عين المسيح، تكون عظيماً فـي عين المسيح ، وإن كنت فعلا هكذا سيصنع معك المسيح كما صنع في هذه الإجابة حيث أقام طفلا في الوسط واحتضنه ، وتسمع صوت المسيح وكأنه يقول لك : هوذا فتاي الذي اخترته حبيبي الذي سرت به نفسي .

هـذه هـي صـورة الحياة ، لذلك يقول : ” لأن مـن سـقاكم كأس ماء باسمي لأنكم للمسيح، فالحق أقول لكم : إنه لا يضيع أجره ” (مر٩: ٤١)، لذلك عليك أن تعرف أن كل ما تفعله من أجل المسيح ، سوف يعطيك المسيح الخير الكثير . إذا لا بد أن تتعلم أن تحتمل ضعفات الآخرين ، وتتعلم أن تخدم الآخرين ، وابحث عن عظمة الخدمة وليس عظمة المنظر .

وهنا نتساءل ماذا تفعل لكي تستطيع أن ثجيب على سؤال: من هو أعظم ؟

(۱) جاهـد ضـد ذاتك ، وادرس ذاتك التي قد تتمرد عليك ، فقد تحرمك ذاتـك مـن أبـديتك ، هـذه الـذات أحياناً نسميها “الكرامة”، فهنـاك مـن لا يستطيع أن يقـول: “متأسف” أو “أخطأت”، فلا تطاوعه نفسه، مع أنه لو قال : “أخطأت” يمكن أن تنحل المشكلة.

دائماً ننصح الأزواج والأسر والآباء والأبناء أنه توجد كلمتان تجعلان البيـت فـي سلام هما : “حاضر وأخطأت” فهما تجعلان الأمور سهلة جداً ، أما الإنسان الذي يبرر الخطأ كما فعل آدم في القديم وبدأ يبرر خطأه أمام الله فتكون النتائج عكسية . إذا الإنسان العظيم يستطيع أن يقـول : ” حاضـر وأخطـأت “، وفـي الأمثال العربية “قول نعم يزيد النعم”، وهي تترجم في الأدبيات النُسكية “ابن الطاعة تحل عليه البركة”، فعليك أن تجاهد ضد ذاتك .

(۲) تعلم غسل الأرجل. قبل الصليب في يوم خميس العهد جمع السيد المسيح تلاميذه وبدأ يغسل أرجلهم، ولكن بطرس اعترض وقال: “لن تغسل رجلي أبدا” (يو١٣: ٨) ولكن السيد المسيح أصر وقال له “لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع ، ولكنك ستفهم فيما فيما بعد” (يو۱۳ : ۷). ولكن السيد المسيح أ صر وقال له: “لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع، ولكنك ستفهم فيما بعد” (يو١٣ : ٧) .

غسل الأرجل هو درس الاتضاع الذي قدمه ربنا يسوع قبل الصليب مباشرة ، وعليك أن تتعلم غسل الأرجل ، تعلم الإنحناء والاتضاع ، فهذا لا يلغى من شخصيتك أبداً فشخصيتك محفوظة وكرامتك مصونة ، ولكـن فـي قلبك ينبغي أن يكون هذا الشعور

(٣)  تعلم أن تخدم الآخرين حتى لو كانوا أصغر منك، أو كانوا أقل منك مرتبة أو مكانة .

(٤) ثق دائماً في وعود الكتاب المقدس ، فهذا وعد من السيد المسيح ، وأرجـوك عليك أن تلاحـظ بـدايـة الـوعـد إذ قال : “إذا أراد أحـد أن يكـون أولا، فيكـون آخـر الكـل” (مر ٩ : ٣٥) ،  فمثلاً هناك في إحدى الكنائس نجد الشمامسة يتنازعون على من يرنم الألحان ، من فيهم صوته أحلى من الثاني ؟! وفي مكان آخر يجتهد كل واحـد فـي تقديم الآخر، وكيف يكون آخر الكل.

إذا جعل الإنسان نفسه أول الكل ، فماذا يقول عندما يقف أمام المسيح ؟

(٥) تذكر نهاية العمر، فعندما تنتهي حياة الإنسان على الأرض، ماذا تقول عندما تقف أمام الديان العادل ؟

إذا جاهد ضد ذاتك، تعلم غسل الأرجل ، اخدم الآخرين ، ثق فـي وعـود الله ، وأخيراً تذكرنهاية العمر . قف واطلب من الله ألا يدخل هذا الفكر إلى قلبك ، واطلب أنك تعيش على هذا الوعد

، وأنك تكون الأول في عين ربنا عندما تكون آخر الكل وخادماً للكل.[5]

 

 

 

العثرة للمتنيح أنبا أثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا

العثرة : (مت ۱۸: ٥ – ٩)

العثرة هي أن يسبب الانسان لغيره أن يسقط في خطية . وتقول الآية ” من قبل ولدا واحدا مثل هذا باسمي فقد قبلنی “(آية ٥)

ونفهم من كلمة «باسمي» ثلاثة معان : شخصية ، أو أولاده الذين دعى عليهم اسمه ، أو بروح الشهادة الأمينة له اذ دعى اسمه علينا . فالرب يريدنا أن نعامل الناس ، وكل الناس ، واعتبارهم واعتبارنا أبناءه حتى لا نسبب لهم عثرة .

ومن يعثر غيره فخير له ألا يوجد، لأنه بذلك يخطىء ويجعل غيره يخطىء . والكلمة المترجمة رحى لا تعني تلك رحى لا تعنى تلك الرحى الصغيرة التي نديرها باليد بل حجر الطاحون . وهذا تعبير كان شائعا عند اليهود ومعناه ان يختفي الانسان نهائيا عن ان يعثر غيره.

(أية ۸ ، ۹) ثم هناك عثرة الانسان لنفسه ، كان ينجذب الانسان الي الشر. والمطلوب هنا قطع الرغبة الشريرة : فيجب أن لا نجعل شيئا مهما كان غاليا علينا أن يوقعنا في الخطية كالأصدقاء ، أو الاختلاط أو محبة المزاح أو الرغبة المنحرفة في النجاح (الغش) أو التساهل مع أي شهوة من شهو اتنا ، يجب علينا أن نوقف السير نحو ما تطلبه الشهوة.[6]

 

 

 

المراجع

 

[1] -تفسيـر إنجيـل مـرقس 12: 43، 44 – القمص تـادرس يعقـوب ملطي.

[2] – المرجع كتاب سياحة القلب صفحة ٢٣٦ – القمص اشعياء ميخائيل – كنيسة الملاك الضاهر

[3] – المرجع كتاب سياحة القلب صفحة ٢٣٤ – القمص اشعياء ميخائيل – كنيسة الملاك الضاهر

[4] – المرجع كتاب نقاوة القلب في المفهوم الكتابي والآبائي(الجزء الاول ) ص ٧١

اعداد احد الأباء الرهبان بدير السيدة العذراء “برموس”

[5] – المرجع : كتاب اختبرني يا الله – صفحة ٣٠ – قداسة البابا تواضروس الثاني

[6] – المرجع : كتاب تفسير انجيل يوحنا للانبا اثناسيوس مطران كرسي بني سويف والبهنسا