إله الحب والرحمة
“تَرَاءَى لِي الرَّبُّ مِنْ بَعِيدٍ: وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ.”
(إر ٣١: ٣)
“لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ، بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.”
(أف٢: ٧)
[إذا ما أحببنا اسم الخلاص الذي لربنا يسوع المسيح وصنعنا الرحمة بعضنا مع بعض نكمل كل الناموس] (إبصالية الأربعاء)
[حينما تمتلئ النفس من ثمار الـروح تتعـري تماماً من الكآبة والضيق والضجر وتلبس الإتساع والفـرح بالله والسلام وتفتح في قلبها باب الحب لسائر الناس] (مار إسحق السرياني)[1]
شــواهــد القــراءات
صلاة باكر (إش٢: ٣-١١)، (يؤ٢: ١٢-٢٧)، (مز٢٤: ٥-٦)، (لو٦: ٢٤-٣٤)،
القداس (رو١٤: ١٩)- الخ، (رو١٥: ١-٧)، (٢بط١: ٤-١٠)، (أع١٠: ٩-٢٠)، (مز٢٤: ١٥،١٨)، (لو٦: ٣٥-٣٨).
شــرح القـــراءات
جوهـر قـراءات هـذا الْيَـوْمَ هـو إستعلان إله الحب والرحمة والعطاء.
لذلك تبدأ نبوة إشعياء بـزوال العداوة بين الشعوب والأمم من خلال شريعة العهد الجديد، ومن خلال إبن الله الذي أعلن محبة الآب لكل البشرية.
“لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الـرب ويحكم بالعدل لسائر الأمم ويقضي شعوب كثيرين فيضربون سيوفهم سككاً للأفـدنة ورماحهم مناجل فلا ترفع أمة على أمة سيفاً ولايتعلمون الحرب فيما بعد”.
وتعلن نبوة يوئيل ما هى طبيعة الله وما مدي غني عطائه وتعويضاته.
“ومزقـوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعـوا إلى الـرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم طويل الأناة وكثير الرحمة، لا تخافي أيتها الأرض، ابتهجي وافرحي لأن الـرب قد عظم في عمله وأنزل لكم المطر المبكر والمتأخر كما في الزمان الأول، فستمتلئ البيادر حنطة وتفيض حياض المعاصر خمراً وزيتاً، وأعوض لكم عن السنين التي أكلها الجراد فتأكلون أكلاً وتشبعون وتباركون الـرب إلهكم الذي صنع معكم العجائب”.
ويُطَمْئِّن مزمور باكر النفس لـدوام وثبات طبيعة الله في محبته ورأفاته ومراحمه.
“أذكـر يا رب رأفاتـك ومراحمـك فإنها ثابتــة منذ الأبــد”.
وفِي إنجيل باكـر يحـذّر الأغنيـاء المغلقـة قلـوبهـم عـن العطاء. “لكن الويـل لكم أيها الأغنياء فإنكم قـد نلتم عـزاءكـم، الـويـل لكم أيها الشباعَى الآن لأنكم ستجوعـون”.
وفِي ذات الوقت يشجّع المؤمنين لإتّساع الحب للكل ووصية الميل الثاني بفـرح.
“لكني أقـول لكم أيها السامعون، أحبـوا أعـدائكم وأحسنوا إلى من يبغضكم وباركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يطردونكم، ومن لطمك على خدك فحوّل له الآخر ومن أخذ رداءك فلا تمنعه أن يأخذ ثوبك أيضاً، وكل من سألك فأعطه ومن أخذ الذي ما لك فلا تطالبه”.
ويعلن البولس مصدر الحب والمراحم ومنهج وطريق الحياة الجديدة في صليب المسيح له المجـد، وفِي قبوله كل شئ لأجل خلاصنا، لذلك صار هـو قـدوتنا وقـوتنا في تنفيذ الوصية.
“فلنسعى لما هو للسلام وماهو للبنيان بعضنا لبعض، فيجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعف الضعفاء ولا نرضى ذواتنا وحدنا كل واحد منكم فليرض قريبه للخير للبنيان فإن المسيح لم يُرض نفسه بل كما هو مكتوب: تعييرات مُعَيِّريك جاءت عليَّ لأن كل ما سبق فكُتِبَ كُتِبَ لتعليمنا لكي بالصبر وبتعزية الكتب يكون لنا الرجاء، لذلك اقبلوا بعضكم بعضاً كما قبلكم المسيح لمجـد الله”.
أمّا الكاثوليكون فيعطي رسم الجهاد والإجتهاد الإنساني، فالمحبة للكل وغنى العطاء نعمة مجانية تعطى للمجتهديـن والمثابـرين وحافظي دعوتهم وإختيارهـم.
“هاربين من شهوة الفساد الذي في العالم ولهذا عينه وأنتم باذلون كل اجتهاد قـدموا في إيمانكم فضيلة وفي الفضيلة معـرفـة وفي المعـرفـة تعففاً وفي التعفف صبراً وفي الصبر
تقـوى وفي التقـوى مودّة أخوية وفي المودة الأخوية محبة لأن هـذه إذا كانت فيكم وكَثُرَت تُصَيركم غيـر متكاسلين ولا غير مثمرين في معرفة ربنا يسوع المسيح … لذلك أيها الاخوة اجتهدوا بالأحـرى أن تجعلـوا دعـوتكم واختياركم ثابتين”.
وفي الإبركسيس تدبير الآب في الشعوب وقبول الأمم كإعلان عن غنى الحب الإلهي وفيض المراحم في ملء الزمان.
وهذا أعلنه الله للقـديس بطرس في رؤيا الملاءة العظيمة التي فيها كل دبابات الأرض وطيور السماء، ودعوة الله له ليأكل من كل شئ كعلامة على قبـول الله للأمم الـذيـن كانوا قبلاً نجاسة، فصاروا بالنعمة الإلهية أطهاراً وقـدّيسين.
“فـرأي السماء مفتوحة وإناء نازلاً عليه مثل ملاءة عظيمة، وصار إليه صوت يقـول قم يا بطرس اذبح وكُل، فقال بطرس حاشا يا رب فإني لم آكل شيئاً قط نجساً أو دنساً، فصار إليه أيضاً صوت ثانية ما طهره الله لا تدنسه أنت”.
وتترجّي النفس في مزمـور القـدّاس مراحمه لهذا تلقي كل إتكالها عليه.
“لا أخـزى لأني عليك توكلت أنظر إليّ وارحمني”.
ويختم إنجيل القـدّاس بوصية الـرب بالمحبة والغفـران والعطاء والتمثّل بالآب السماوي في لا محـدودية صلاحه وعطائه.
“ولكن أحبوا أعـدائكم وأحسنوا إليهم، وتكونوا أبناء العلي لأنه صالح على غير الشاكرين والأشـرار، فكونــوا رحماء كما أن أباكم أيضـاً رحيم، أغفـــروا يغفـر لكم، أعطوا تُعطوا كيلاً جيداً مملوءاً فائضاً يُعطى في أحضانكم”.
ملخّص القـــراءات
نبوءة إشعياء | زوال العــداوة بين الشعـوب والأمم بشريعة إبن الله |
نبوءة يوئيل | طبيعة الله ومدي غني عطاؤه وتعويضاته |
مزمور باكر والقــــــدّاس | ثبات مراحم الله للنفس لذلك تعلن كل إتكالها عليه ورجاؤها فيه |
البــولس | صليب الـرب هو مصدر الحب والمراحم ومنهج الكنيسة وسرّ شركتها |
الكاثـوليكون | إجتهاد الإنسان يحفظ ثبات دعوته وإختياره ويغمره بفيض الحب |
الإبــركسيس | تدبير الله في الشعـوب وقبول الأمم في رؤيا بطرس الـرسول |
إنجيل القدّاس | الوصية هى دعـوة للتمثّل بالآب السماوي في مراحمه وصلاحه وعطاؤه |
الكنيسة في قــراءات اليــوم
سفر يوئيـل | تقـديس الصوم وأهميّة صوم الكنيسة كلّها |
البولس | نبـوات العهد القـديـم عن آلام المسيح له المجـد |
الكاثوليكون | جهاد وإجتهاد الإيمان لإستحقـاق الملكوت |
الإبركسيس | الإعـلان الإلهي لقبول الأمم في شركة الكنيسة |
عظات آبائية :
الصلاة للقديس غريفوريوس اسقف نيصص