لمحة موجزة عن تاريخ قراءات البصخة

 

  • سُمِّي هذا الأسبوع “أسبوع الفصح المُقدَّس” كما جاء في أوامر الرسل[1]
  • يبدأ هذا الأسبوع بسبت لعازر كما قال العلَّامة يسي عبد المسيح، وكما أوضحه أيضاً الأب أثناسيوس المقاري:

– [يبتدئ إسبوع الآلام عند القبط من سبت لعازر الذي ترتل فيه الألحان بالطريقة السنوية][2].

– [والأسبوع الأخير الذي هو إسبوع البصخة ليس من الصوم الكبير بل ذلك الأسبوع نصومه من أجل آلام مخلصنا نبتدئ به من يوم سبت لعازر إلى يوم سبت النور] (أنبا ساويرس بن المقفَّع)[3]

– وهو نفسه طقس كنيسة أورشليم.[4]

  • وقد كان قديما سبت لعازر “فصح الصوم الكبير” لكنه إرتبط فيما بعد بالبصخة المُقدَّسة كما جاء في ترتيب البيعة: [تقال فيه الألحان السنوية لأن فيه تذكار الآية العظيمة السيدية في إقامة لعازر من بين الأموات. وهو كان قديماً فصح الأربعين][5]
  • كان الكتاب المُقدَّس كله يُقرأ في أسبوع البصخة المُقدَّسة إلى زمن البابا غبريال بن تريك (١٢٥٨م) وإختار ما يُناسب فصح الخلاص من قراءات العهدين وأعاد ترتيبها أكثر الأنبا بطرس أسقف البهنسا وجعل الساعات متوازية في القراءات.
  • أي أن تاريخ قراءات البصخة المُقدَّسة (بحسب الترتيب الحالي بصفة عامة) يعود إلى القرن الثاني عشر حسب رأي العلَّامة يسى عبدالمسيح.
  • وهذا ما يؤكِّده الأرشيدياكون بانوب عبده:

[لما كان قانون الرسل يأمر بقراءة فصول العهدين القديم والحديث في جمعة الآلام، صار ذلك فرضاً واجباً، ولما جلس الأب المكرم أنبا غبريال بن تريك على عرش السدة البطريركية المرقسية بالإسكندرية سنة ٨٤٧ للشهداء .. وكان من علماء الكنيسة، فلما رأى أن الجميع منهمكون في ممارسة وظائفهم، ولذلك لا يستطيعون تكميل القانون الرسولي، جمع علماء وذوي معرفة ورهباناً كثيرين من دير أنبا مقار ورتبوا ما يلائم قراءته من العتيقة والحديثة، وجعله كتاباً دعي كتاب البصخة أي الفصح، واستمروا يتممون ذلك في بيعهم حتي قام الأنبا بطرس أسقف البهنسا ورأى أن في تلك البصخة المذكورة تقرأ نبوّات وأناجيل كثيرة في ساعة بينما في ساعة أخرى لا يقرأ إلَّا القليل، فرتب من الكتب المُقدَّسة ما يليق تلاوته في الساعات مع مساواتها ببعضها، ورتب لكل يوم عظتين من كلام الآباء الواحدة صباحاً والأخري غروباً، كما هو مدون بالنسخ الكنائسية][6]

  • وهو ما أخذناه عن العلَّامة القس ابن كبر (ق.١٤):

[كتاب البسخة المصرية وينسب إلى البطريرك غبريال بن تريك (ق.١٢) وكتاب القطمارس (ويشتمل على القراطيس، وهي الفصول التي تقرأ في الصلوات والقداسات من رسائل بولس والقتاليقون والأبركسيس والمزمور والإنجيل المقدس، في أيام السنة بكاملها)، وهو أيضا غيرمتفق فإن لأهل كل كنيسة اصطلاحا فيما يقرأونه منها، ولأهل الوجه البحري اصطلاح غير ما لأهل الوجه القبلي عليه][7]

  • ورغم إختلاف مخطوطات قراءات البصخة المُقدَّسة في بعض تفاصيل القراءات إلَّا أنها تتفق جميعها في الهيكل العام وفِي كثير من التفاصيل، وهذا ما يشرحه بتفصيل الأب أثناسيوس المقاري في كتابه (البصخة المُقدَّسة) الجزء الثاني:

      1- [لا يرد في مخطوط قطمارس أنبا أنطونيوس (ق١٢) قراءات من العهد القديم في الساعتين الثالثة والسادسة بحسب الطقس ولكن مخطوط قطمارس لندن (ق١٣) ومعه مخطوط قطمارس باريس (ق١٤) قد أوردا قراءتين للساعة الثالثة واحدة من سفر الخروج (٣٢: ٣٠- ٣٣ :5)، والأخري من سفر يشوع بن سيراخ (٢٤: ١- ١٥).

أما في الساعة السادسة فينفرد مخطوط قطمارس باريس (ق١٤) وحده بإيراد نبوّة من إرميا النبي (٧: ٢-١٥) وأخرى من سفر حزقيال (٢٠: ٣٩-٤٤) وثالثة من يشوع بن سيراخ (١٢: ١٣- ١٣: ١).

أما في الساعة التاسعة فتتفق جميع مخطوطات القطمارسات قيد الدراسة على إيراد ثلاث قراءات من العهد القديم: (تك٢٢: ١-١٩)، (إش٦١: ١-٦)، (أي ٢٧: ١- ٢٨: ١٣)][8].

  2- [قراءة النبوّات في اللقان ستة نبوّات حسب المخطوطات أضيف اليها اثنتان حديثاً (أم٩: ١-١١)، (إش٥٥: ١-١٣ – ٦٥: ١)][9].

  • [تتفق جميع مخطوطات القطمارسات على آيات المزامير وفصول الأناجيل الأربعة لسواعي ليلة الجمعة.

لا توجد آية إشارة لنبوات في سواعي ليلة الجمعة العظيمة إلا في مخطوطة قطمارس باريس (ق.١٤) فقد أورد نبوّة في كل ساعة من سواعي ليلة الجمعة بإستثناء الساعة التاسعة والتي أورد لها نبوتين][10]

      3- [أقدم مصدر معروف حتى الآن لصلاة التجنيز العام يعود الى زمن البابا خريستوذولوس منتصف القرن الحادي عشر][11].

      4- [والنص (أمانة اللص) كله باليونانية مما يعني أنه نص قديم في الكنيسة تعرفه كافة المخطوطات قيد الدراسة بدون إستثناء مما يعني أنه حتما قد عُرف في الكنيسة قبل القرن الثالث عشر الميلادي][12]

 

ملخص ما سبق:

يتضح من كل هذا إتِّفاق معظم القراءات المُستخدمة في كتاب البصخة (الحالي) مع غالبية قراءات مخطوطات البصخة المُقدَّسة (قطمارس أنبا أنطونيوس ق.١٢، مخطوط قطمارس لندن ق.١٣، مخطوط قطمارس باريس ق.١٤) منذ زمن تحديدها في عصر البابا غبريال بن تريك (١٢٥٨ م) وحتي قبل هذا الوقت.

كما أن إتِّفاق الهيكل العام لقراءات البصخة في الكنائس التقليدية (وإتِّفاق الهيكل العام للطقس أيضاً) مع إختلافات ليست كبيرة وليست جوهرية أيضاً، لهو دليل قوي علي أصالة وقِدَمْ قراءات البصخة، هذا بالرغم من إنقسام الكنائس منذ زمن بعيد، وهذا ما سوف نراه في الباب الخاص بقراءات البصخة المُقدَّسة في الكنائس التقليدية، القبطيَّة والسريانيَّة والبيزنطيَّة والأرمينيَّة واللاتينيَّة.

 

 

 

المراجع

 

[1]  المجموع الصفوي – ص ١٧٤-  كنوز النعمة (البصخة المُقدَّسة).

[2]  كتاب السنة القبطية الكنسية – يسي عبد المسيح – ص ٤٥ – إصدار الأغنسطس نبيل فاروق فايز.

[3]  كتاب البصخة المُقدَّسة – جزءأوَّل ص 49 – أبونا أثناسيوس المقاري.

[4]  كتاب البصخة المُقدَّسة – جزء أوَّل – ص ٥١

[5]  كتاب ترتيب البيعة – الجزء الثالث والرابع صفحة ٥٣ – إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها.

[6]  كتاب السنة القبطية الكنسية – يسي عبد المسيح – ص ٤٥ –  كنوز النعمة – البصخة المُقدَّسة.

[7]   القراءات الكنسية في الكنيسة القبطية – القطمارس القبطي النشأة والتطور صفحة ٧ – الأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان.

[8]  كتاب البصخة المُقدَّسة – الجزء الثاني ص ١٠١ – الأب أثناسيوس المقاري.

[9]   نفس المرجع السابق ص ١٤٦

[10]  نفس المرجع السابق ص ٢٦٢

[11]  نفس المرجع السابق ص ٢٣٢

[12]  نفس المرجع السابق ص ٣٢٠