مقدمة قراءات شهر توت

 

 

 

كما ذُكِرَ سابقاً في مقدمة قراءات الشهور الثلاثة الأولي تتلخص قراءات شهر توت في موضوع تدبير الاب للخلاص لذلك يحدثنا

الاحد الاول من شهر توت عن شهود تدبير الاب

والاحد الثاني من شهر توت عن جوهر وهدف تدبير الاب

والاحد الثالث من شهر توت  عن تدبير الاب للرجل الكامل

والاحد الرابع عن تدبيره للمراة الكاملة

 

قراءات هذا الشهر تُعْلِن غني محبة الآب للبشرية الضعيفة وكيف يقبل الله فتيلتنا المُدخِّنة وقصبتنا المرضوضة ليفيض علينا بغناه الإلهي في شخص ابنه الوحيد أكثر جدّا مما نطلب أو نفتكر

والمحبّة هنا هي اللغة الوحيدة التي نفهم بها طبيعة الله والموجة التي تُعْلِن صوت الآب بوضوح فنراها في هذا الشهر في :

إنكار الذات                                (يوحنا المعمدان – الأحد الأوّل )

وفِي بساطة المحبّة                    (أعلنتها للأطفال – الأحد الثاني )

وإشتياق رؤيته                             (زَكَّا العشار – الأحد الثالث )

وفِي إنسحاق التوبة                    (المرأة الخاطئة – الأحد الرابع )

أي أن الطريق لإستعلان محبّة الله الآب في حياتنا يرسمه لنا

يوحنا المعمدان صديق العريس أي نكون سبب فرح دائم للآخرين مع إنكار الذات وعدم السعي للنصيب الأكبر

وترسمه لنا بساطة الأطفال في المحبّة وسرعة الغفران ونقاوة القلب

ويقودنا إليه زَكَّا في الاشتياق الشديد لرؤية ابن الله والاستهانة بمعوقات النظر إليه

ويضمن دوام الطريق المرأة الخاطئة في انسحاق التوبة والجلوس عند قدميه وهي لم تكف عن تقبيل قدميه لترسم لنا منهج التوبة الحقيقية الدائمة والمُتجدِّدة لنفوز بالسلام والغفران من فم رب المجد

 

ملاحظات هامة في قراءات هذا الشهر

 

+ يأتي في قراءات الأحد الأوَّل والثاني الكلام عن الحكمة (الكلمة المُتجسِّد )

الحكمة تبررت من بنيها …                  إنجيل قدَّاس الأحد الأوَّل

أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء …    إنجيل قدَّاس الأحد الثاني

وكما يقول العلَّامة يسي عبد المسيح أن توت هو إله الحكمة والمعرفة .

، وكأن الكنيسة أرادت أن تجعلنا دائماً في هذا الشهر (وكل وقت ) نري إبن الله الإله الذي كان يتَّقيه أجدادنا الفراعنة وهم يجهلونه (أع ١٧ : ٢٣)[1]

+ يأتي الكلام في الأحد الأول عن يوحنا المعمدان، وهو ما يوافق في قراءات الأيَّام قراءة شهادة يوحنا المعمدان (٢ توت) ، وهذا يكشف عن الترابط بين قراءات الآحاد والأيَّام

+ يأتي الكلام في الأحد الثالث والرابع من توت عن إعلان الخلاص للبشرية

اليوم حصل خلاص        الأحد الثالث

إيمانك خلصك               الأحد الرابع

كما نجد تمهيد لهما من قراءات الأحد الثاني من توت والكلام عن حكمة الصليب التي لم يدركها حكماء وفهماء العالم، لكن أطفال العهد الجديد (إنجيل قدَّاس الأحد الثاني من توت)

وهنا أيضاً رُبَّما نجد رابط بين هذه القراءات وبين مجيئها مع قراءات عيد الصليب في قراءات أيَّام شهر توت (١٧، ١٨، ١٩ توت)

وكأن الكنيسة المُقدَّسة أرادت لنا أن نحيا الحب الإلهي المُعْلَن في الصليب في الشهر كلُّه في آحاده وأيَّامه

+ تأتي قراءة أناجيل قداسات آحاد شهر توت متوافقة مع مردات أناجيل قداسات آحاد شهر توت في كتاب ترتيب البيعة حسب مخطوطات ترتيب البيعة. [2]

” أنت مرتفع أكثر من البطاركة ومكرم أكثر من الأنبياء لأنه لم يقم في مواليد النساء من يشبهوك ” جزء من مرد إنجيل قداس الأحد الأول من شهر توت

” سأعترف لك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء واعلنتها لصغار الاولاد ” جزء من مرد إنجيل قداس الأحد الثاني من شهر توت

” نصف ممتلكاتي يقلو (يقول) الصديق لسيده سأعطيها للمساكين بيقظة ”

جزء من مرد إنجيل قداس الأحد الثالث من شهر توت

” هوذا المرأة الزانية بكت عندك فغفرت لها خطاياها لاجل هذا اطلب اليك اعطني يارب دموعاً ”

جزء من مرد إنجيل قداس الأحد الرابع من شهر توت[3]

 

 

المراجع

 

١-  (كتاب السنة القبطية الكنسية – العلَّامة يسي عبد المسيح – صفحة ١٦ – إعداد الأغنسطس فاروق نبيل فايز )

٢- (مخطوطة مكتبة البطريركية بالقاهرة لسنة ١١٦٠ ش – مخطوطة دير البراموس لسنة ١٢٣٠ ش – مخطوطة دير الأنبا أنطونيوس لسنة ١٣٧٧ ش – مخطوطة دير السريان الأولي لسنة ١٤١٤ ش، والثانية لسنة ١٤٣٥ ش، ومخطوطة مكتبة البطريركية بالإسكندرية لسنة ١٤٣٢ ش ، مخطوطة كنيسة الملاك بسيرباي بطنطا لسنة ١٥٨٤ ش)

٣- (كتاب ترتيب البيعة صفحات ٨٥، ٨٩ ، ٩٢ ، ٩٥ – إعداد نيافة أنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها)