موضوع قراءات الصوم الكبير

التوبة ( دعوة الحب الالهي للبشرية )

هى البـوق الذي تُنذر به الكنيسة أولادها، وهى اللحن الجميل الذي تجعلهم يتغـنّون به طوال الصوم، تمهيدا لأن يكون ترنيمتهم اليومية الجديدة التي تؤهلهـم لعُــرْس الحَمل.

هى رسالة الخلاص اليومية، والشغل الشاغـل لـرعاتها، وموضوع خدمتها.

هى إحتياج المبتدئين، وشهوة الساعين إلى الكمال.

لذلك جعل الـروح موضوع التـوبـة هـو المجـد الـذي يتخفّي وراء غطاء القــراءات (إش ٤: ٥).

 

وأعلنت الآحاد المنائــر السبع للتوبــة

(١) فأحـد الـرفـاع هـو الإعلان عـن أبـوّة الله الآب، المدخـل الـوحيـد للتـوبـة الحقيقية، فنحن أبناء لأبينا السماوي، وعبادتنا له جوهـرها الحب، وخالية من خـوف العبيـد، ومن طمع الأجـراء، فهى لا تهدف إِلَّا لـذوق محبّته والـدخـول إلى أعماقها.

(٢) وأحـد الكنوز يعلن عـن غنى التوبة، فليست التوبة حرمان من الخطيّة، بل عطش دائم، وجوع لا يهدأ نحو النعمة.

(٣) وأحـد التجربـة والنصرة يكشف عن نصرتنا في المسيح له المجد ضد قوات الظلمة، بأسلحة الروح الفعّالة، وهى كلمة الله، فالـرب إنتصر بما هـو مكتوب لنعيش الكلمة وتصير سر قـوتنا.

(٤) وأحـد الإبن الضال يعلن دوام الأيـدي المفتـوحـة حتى لو جئنا من كورة بعيدة، فالعجل المسمّن والحذاء والخاتم والفرح المُعدّ، هم غنى الآب الدائم لكل التائبين.

(٥) وأحـد السامرية يعلن هدف التوبة، الإكتشاف المستمر لغنى ابن الله، وإعلان الـرب لذاته لنا يوماً بعد يوم، وإرتوائنا المستمر من الماء الحي.

(٦) وأحـد المُخَلَّع هو مسؤولية التوبة، فنحن مسؤولون بصورة أو بأخرى عن خطايا الآخرين، وعندما ننشغل بأبديّة من حولنا، ومن نقابلهم على الدوام، نعلن صدق توبتنا.

(٧) وأحـد المولـود أعمى يحكي إستنارة التوبة، وإنفتاح أعين النفس الداخلية على الملكوت، وعلى حضور ابن الله والسجود الدائم له.

 

لـذلك مفهـوم التـوبـة حسـب قـراءات آحـاد الصـوم هـو:

  • يقيـن بنـوّتنـا للـه الآب
  • وإكتشـاف غنى المسيح كنـزنـا السمـاوي
  • ونصـرتنـا بكلمـتـه المقـدسـة
  • وثقتنـا في الأيـدي المفتـوحـة يعـد الكـورة البعيـدة
  • وإستعـلان إبـن الـلـه في حيـاتنـا يـوم بعـد يـوم
  • ومسؤوليتنـا ورسـالتنـا تجـاه خطـايا إخـوتنـا
  • والعـيـن التي لا تفـارق النظـر ألي الملكـوت.

 

 

من خلال هـذه المنائـر السبع لايكـون مركـز التـوبـةفي المقام الاول –

موقفنـا من الخطيّة المحيطة بِنَا (عب ١٢: ١) ،

بل بالأحـرى مدى إستجابتنا لمحبّة المسيح التي تحصرنا (2كو ٥: ١٤).