أسبوع الفصح
قراءات الفصل الأول من السنة الليتورجية قدمت ” محبة الله الآب ”
، الذي دبر خلاصنا في سر التجسد ، حيث التقى بالإنسان في ابنه
لتنسحب أبوته علي البشرية. في الفصل الثاني التقينا بالابن أولاً في
خروجه بنا من تحت العبودية للبرية. وفي هذا المنهج نلتقي به في
شركة صليبه ، حيث يعبر بنا للراحة ويقيم هيكله الجديد غير
المصنوع بيد ، ومملكته السماوية الأبدية في جسد بشريته .
قراءات أسبوع الفصح
المنهج الخامس من العام الليتورجي يشمل أسبوع الفصح. الاحتفال
الفصحي يلتقي فيه ثلاث مناسبات؛ عبور الأردن، ودخول المسيح لأورشليم، ثم ذبيحة الفصح الأخير .
يبدأ الأسبوع بعبور الأردن بعد رحلة البرية في الصوم الكبير لبلوغ أرض الموعد .
فيدخل الملك أورشليم ليقيم مملكته الأبدية .
ثم يقدم ذبيحة الفصح الحقيقي والأخير .
في رحلة الصوم الكبير خرجنا مع المسيح من أرض العبودية إلى حرية مجد أولاد الله .
وبقدر ما فيها من تماثل مع خروج بني إسرائيل إلى البرية إلا أننا نخرج هذه المرة مع المسيح الذي يحارب لحسابنا ويغلب .
وكما ختمت رحلة البرية لبني إسرائيل بدخول أرض الموعد موضع الراحة ، ” لأنه لو كان يشوع قد أراحهم لما
تكلم بعد ذلك عن يوم آخر . إذا بقيت راحة لشعب الله ” (عب ٤ : ٨).
فهذه الرحلة تختم بعبور المسيح بنا إلى راحته.
الفصح أو العبور هذه المرة هو عبور الأردن مع المسيح إلى موضع الراحة .
العمل المسياني يشمل ثلاثة أعمال؛ عمل نبوی ، وعمل ملكي ، وعمل كهنوتي .
العمل النبوي : يشوع الجديد عظيم الأنبياء يجتاز بنا أريحا ليواجه حصون الخطية ويهدمها فينا ، ويمتلك الأرض .
العمل الملكي : ملك الملوك يسوع يدخل بنا أورشليم ليقيم خيمة داود الساقطة ليجمع الكل إلى واحد في مملكة داود الأبدية.
العمل الكهنوتي : رئيس الكهنة الأعظم يسوع يدخل هيكله غير المصنوع بید ليقدم ذبيحة محبته عن خلاص العالم كله .
المنهج يحتوي على ثلاثة مراحل :
المرحلة الأولى : السبت وأحد الشعانين : إسرائيل الجديد بقيادة يشوع عظیم الأنبياء يعبر الأردن لأرض الموعد .
وملك الملوك يتحرك نحو أورشليم ليقيم مملكة داود الأبدية على الأرض ليجمع فيه الكل معا .
ثم يدخل رئيس الكهنة الأعظم أورشليم إعدادا ليوم الكفارة العظيم لمدة أسبوع حسب الطقس .
فالمسيح يجمع في نفسه كل ما للنبي وما للملك وما للكاهن .
والدخول الأخير إلى أورشليم هو تكميل عمله المسياني الثلاثي بحسب النبوات .
المرحلة الثانية : الاثنين والثلاثاء والأربعاء : إعلان نهاية مملكة
إسرائيل لبدء مملكة المسيا . انتهاء الذبائح ، فالذبيحة الحقيقية
الواحدة المقدمة عن حياة العالم موضوعة تحت الحفظ ، ورئيس
الكهنة يستعد ليوم الكفارة العظيم .
المرحلة الثالثة : أيام الخميس والجمعة والسبت : المسيح رئيس
الكهنة الأعظم يقدم فصحنا الجديد عن حياة العالم كله حيث تلتقي
فيه ذبيحة الكفارة مع ذبيحة الفصح ، فيعبر بنا لحياة أبدية . المملكة
المسيانية الجديدة تقوم على أساس موت المسيح ، وقيامته ،
وصعوده إلى السماوات ، وجلوسه عن يمين الآب بجسده الذي أخذه
من البشرية ، بذلك تقوم الكنيسة في جسده .
الشهادة لموته وقيامته من بين الأموات وصعوده إلى السماوات وجلوسه عن يمين الآب هي روح النبوة .
المرحلة الأولى
يبدأ أسبوع الفصح أو العبور ، صباح يوم سبت لعازر بعبور المسيح نهر الأردن ليجتاز أريحا .
السيد عبر الأردن من أريحا عندما أقام لعازر ( يو ١١ ) وبعد شهور قليلة عبر الأردن مرة ثانية من أريحا
ليقيم البشرية كلها من الموت بموته وقيامته .
لذلك قراءات هذه المرحلة بها عبور للأردن مرتين ، في قراءات باكر سبت لعازر ، وفي باكر أحد الشعانين .
السيد المسيح يشوع الجديد يقود إسرائيل ليعبر الأردن، ويدخل أرض الموعد . أريحا هي المحطة الأخيرة في رحلة الخروج ، تمثل الخطية الكامنة الرابضة متربصة بالبشرية ، وكان لابد من تحطيم أسوارها ثم تدميرها .
قراءات هذه المرحلة تتبع الصوم الكبير ، فتختم الأسبوع السابع من الصوم ، وتحقق هدف الخروج بالدخول المظفر لأرض الموعد للراحة ويدخل الملك أورشليم .
الابن يدخل الهيكل كرئيس كهنة الذي ينبغي له أن يلازم الهيكل لمدة أسبوع قبل أن يقدم ذبيحة يوم الكفارة العظيم حسب الطقس اليهودي .
قراءات سبت لعازر
النبوات : قراءات باكر من الصوم الكبير تحوي قراءات من العهد القديم ما عدا أيام السبوت والآحاد ، باستثناء سبت لعازر وسبت
النور .
في قراءات سبت لعازر أربعة نبوات غاية في الأهمية ، فهو يوم النبوات .
موضوع النبوات هو أورشليم والعبور بالدم الذي هو الهدف الأخير من رحلة الصوم .
تتسم هذه النبوات الأربع بالفرح الغامر والدعوة بالبشارة بخلاص الرب .
النبوة الأولي ، “… يهوذا جرو أسد من فريسة صعدت يا ابني جثا
وربض كأسد وكلبؤة من ينهضه . لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع شعوب.
رابطا بالكرمة جحشه وبالجفنة ابن أتانه غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه ” (تك ٤٩ : ٩- ١١) . عند وفاة يعقوب تنبأ لكل واحد
من أولاده فأعطى يوسف البركة ومنح ابنه الأصغر إفرايم البكورية.
إلا أنه اختص يهوذا ببركة روحية خاصة ، وفي نبوءته عنه تكلم عن المسيح ، عن الصليب ( من فريسة صعدت يا ابني أي على الصليب) ، وعن موته ( جثا وربض ) ، وعن قيامته ( من ينهضه) .
الكرمة والجفنة هما اليهود والأمم اللذان ربطهما معا ووحدهما في مملكته ، كملك للسلام راكبا على جحش ابن أتان . ودم العنب الذي به غسلنا من خطايانا هو دمه المسفوك الذي للعهد الجديد .
النبوة الثانية : إشعياء النبي يتحدث في تعجب يطفر فرحا عن لاهوت المسيح ، الذي هو السيد الرب والراعي . ويتكلم عن عمله الخلاصي الذي يستعلن بدخوله أورشليم ، ” على جبل عال اصعدي يا مبشرة صهيون ارفعي صوتك بقوة يا مبشرة أورشليم .. هوذا السيد الرب بقوة يأتي وذراعه تحكم له هوذا أجرته معه وعملته قدامه . كراع يرعی قطيعه بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات ” (إش ٤٠ : ٩ – ١١) .
النبوة الثالثة : صفنيا النبي المكلوم بسبب السبي الآتي على يهوذا ، يري الخلاص بالمسيح فيفرح ، ” ترنمي يا ابنة صهيون اهتف يا إسرائيل افرحي وابتهجي بكل قلبك يا ابنة أورشليم .
قد نزع الرب الأقضية عليك “. فالرب نزع حكم القضاء بالموت عن البشرية .
يردد نفس الفكرة إشعياء النبي (ص ٢٥ – ٢٧) ” ويفني في هذا الجبل وجه النقاب ، النقاب الذي على كل الشعوب والغطاء المغطى به على كل الأمم . يبلع الموت إلى الأبد ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه وينزع عار شعبه عن كل الأرض لان الرب قد تكلم .” (أش ٢٦ : ٧ – ٨) این شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية (١كو ١٥ : ٥٥) . يتنبأ عن انتهاء الموت فيبتلع بالحياة الأبدية .
النبوة الرابعة ، هي نبوة زكريا النبي المشهورة عن أحد الشعانين ،ودخوله الملكي لأورشليم . زكريا من أنبياء ما بعد السبي فكان كل حديثه مركز على المسيا الآتي فيقول ، ” ابتهجي جدا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم هوذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان ( ملك سلام ) . واقطع المركبة من إفرايم والفرس من أورشليم وتقطع قوس الحرب … وأنت أيضا فإني بدم عهدك قد أطلقت أسراك من الجب الذي ليس فيه ماء .
ارجعوا إلى الحصن يا أسرى الرجاء .. ” (زك ٩ : ٩ – ١٥) . زكريا النبي يقدم قصة الأسبوع الأخير التي بدأت بالدخول المبهج المظفر لأورشليم حتى الصليب حيث أطلق بدم عهده الأسري من جب الموت أي من القبور وتحقق ذلك بقيامته من بين الأموات. لذلك يدعو أسري الرجاء للرجوع لحصن المسيح فبقيامته غلب الموت لحساب البشرية .
القديس بولس يشرح النبوات فيوضح كيف ربط اليهود بالأمم ، والسماء بالأرض ، والشعب مع الشعوب ، والنفس مع الجسد فيقول
للأمم ، ” ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح . لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدا ونقض حائط السياج المتوسط . أي العداوة مبطلا بجسده ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الاثنين في نفسه إنسانا واحدا جديدا صانعا سلاما . فجاء وبشركم بسلام أنتم البعيدين والقريبين .
ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلا العداوة به . لأن به لنا كلينا قدوما في روح واحد إلى الآب . فلستم إذا بعد
غرباء ونزلا بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله .” (اف ٢ : ١٣– ١٩) . بحديث القديس بولس في رسالته لأفسس نجد شرحا وافيا لنبوات سبت لعازر .
بهذه النبوات الأربع تقدم لنا القراءات وجبة دسمة في بدء أسبوع العبور ، تكملها باقي القراءات عن دخول السيد المسيح لأريحا وشفاء الأعمى لتحقيق نبوة إشعياء (إش ٤٢ : ٧ – ١٦) ، فمهمة المسيح هي إصلاح الفساد الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس بالخطية ، التي هي سبب المعاناة والمرض والموت .
ثم تقدم القراءات في إقامة لعازر حتى قبل الصليب علامة على عمل المسيح الخلاصي لإبطال شوكة الموت التي هي الخطية ، ” أما شوكة الموت فهي الخطية وقوة الخطية هي الناموس ” (١کو ١٥: ٥٦) . لذلك نفرح بالخلاص ، ” یارب أصعدت من الهاوية نفسي أحييتني من بين الهابطين في الجب . حولت نوحي إلى رقص لي حللت مسحي ومنطقتني فرحا (مز٣٠ : ٣-١١).
قراءات أحد الشعانين
الخروج يكتمل في أورشليم لهذا لابد من عبور نهر الأردن الدخول أرض الموعد ، أرض میراثنا الجديد . لابد أن يجتاز المسيح أريحا
، فيسقط أسوارها أولا ، ويدمر حصون الخطية قبل الصعود لأورشليم .
إنجيل باكر يقدم لنا لقاء المسيح مع زكا في أريحا حيث سقطت أسوار الخطية تحت قدمي يشوع الجديد . تحت شجرة المعصية وقف آدم ينتظر الخلاص .
وبعد آلاف السنين وقف ابنه زكا في نفس موقع المعصية تحت الشجرة ، وإذ أرهقته السنون بالشر حتى قصرت قامته الروحية لأقصى حد ، ” طلب أن يرى يسوع من هو؟ ” (لو ١٩ : ٣). لذلك أتى ابن الإنسان يسوع ، ليلتقي الله فيه بالبشرية ممثلة في زكا.
تم اللقاء بكل الخطاة في أريحا علي مستوي الصليب فوق شجرة التعدي والمخالفة ، ثم أكمله في أورشليم بالصليب إذ حول العقوبة خلاصاً .
نبوات سبت لعازر الأربعة أعدت لدخول المسيح أورشليم
أما مزمور العشية فهو النبوة الخامسة الهامة لهذا الحدث. ” آه يارب خلص (أوصنا ) ، آه یارب أنقذ . الرب هو الله وقد أنار لنا أوثقوا الذبيحةبربط إلى قرون المذبح ” (مز ١١٨: ٢٥-٢٧) .
هذا المزمور الذي ترنمت به الجموع عند استقبال المسيح في دخوله لأورشليم هو إعلان أن الذبيحة الحقيقية تدخل إلى المذبح لتوضع تحت الحفظ ليوم الخلاص العظيم . الكنيسة ترنم بهذا المزمور الجميل في كل يوم أحد عند تقدمة الحمل ( هليلويا هذا هو اليوم الذي صنعه الرب … یارب خلص ) وبذلك تعلن دخول الذبيحة إلى المذبح كما تعلن دخول المسيح كرئيس كهنة ليقدم الذبيحة الواحدة الأبدية ، ولهذا يسجد كل الشعب لرئيس الكهنة الأعظم عندما يرفع الكاهن الحمل قائلا ” مجدا وإكراما… “.
البولس (عب ٩ : ١١ – ٢٨) يشرح نفس الفكر اللاهوتي فيقدم المسيح رئيس الكهنة في يوم الكفارة العظيم الذي يدخل إلى الأقداس ” ليكفر عن الخطية بذبيحة نفسه “. فدخول المسيح لأورشليم هو دخول رئيس الكهنة الذي كان يعتكف بالهيكل أسبوع قبل يوم الكفارة ليعد نفسه للحدث ( حسب التقليد اليهودي ) وبذلك التقت في المسيح ذبيحة الكفارة بذبيحة الفصح ، ” وأما المسيح وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع بيد أي الذي ليس من هذه الخليقة….” المسيح هو الهيكل ورئيس الكهنة والذبيحة في نفس الوقت .
الكاثوليكون يقدم دائما التطبيق العملي للقراءات من (١بط ٤ : ١-١١) ” فإذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد تسلحوا أنتم أيضا بهذه النية فإن من تألم في الجسد كف عن الخطية. ”
الأناجيل الأربعة تقدم المسيح الملك بن داود ، يدخل أورشليم ليقيم مملكة داود الأبدية على الأرض ليجمع فيها الكل إلى واحد .
القراءات تقدم المسيح الملك ورئيس الكهنة والذبيحة .
الخروج ومعناه الروحي :
المسيح خرج من عند الآب لبرية العالم ، ” وحين تمت الأيام
لارتفاعه ثبت وجهه لينطلق إلى أورشلیم (لو ٩ : ٥١) ، ” اللذان
ظهرا بمجد ( موسى وإيليا ) وتكلما عن خروجه الذي كان عتيدا أن
يكمله في أورشليم ” (لو ٩ : ٣١).
خروج السيد المسيح أكمله في أورشليم بالموت والقيامة وانطلاقه للسماء للجلوس عن يمين الآب .
خروجنا يكتمل في أورشلیم بالشركة في موته وقيامته .
رحلة الخروج تبدأ يوم سبت الرفاع وتختم بدخول أورشليم يوم أحد الشعانين ليكتمل خروجنا بالعبور ( الفصح ) من أورشليم الأرض
لأورشليم السماوية .
في أيام القديس أثناسيوس كان سفر الخروج يقرأ في يوم السبت العظيم ( الرسالة الفصحية الرابعة ).
إنجيل يوحنا يشرح لنا المعنى الروحي للخروج ، ” لهذا يفتح البواب والخراف تسمع صوته فيدعو خرافه الخاصة بأسماء ويخرجها .
ومتى أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها والخراف تتبعه لأنها تعرف صوته .” (يو ١٠: ٣ – ٤). ثم يقول ، ” أنا هو الباب إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ( میلادنا الجديد بالتجسد ) ويخرج ( الخروج معه في الصليب ) ويجد مرعي ( في سر الكنيسة بالروح ).” (يو ١٠ : ٩) .
ونلاحظ الآتي :
+ أن الخروج يتطلب دخول من الباب أولا، ” إن دخل بي أحد ” ، الباب هو المسيح والدخول به ، أي إلى داخل الباب في الكنيسة أي جسده .
فهنا إشارة للعضوية في جسد المسيح التي أكملها لنا في سر تجسده .
هنا يضع حرف ” إن ” الشرطي ، فالدخول إختياري ، وكل ما يعقب ذلك يتطلب الدخول باختيارنا أولا في عضوية جسده
لنصير من خرافه .
+ الخراف تسمع صوته أولا فيفتح البواب لتدخل . وصوته هو الكلمة المقدسة .
ثم تعتاد الخراف على الصوت وتميزه به وتسمع له فتتبعه .
وكل صوت يختلف عن الكلمة المقدسة ترفضه الخراف ولا تسمع له ، ” وأما الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه لأنها لا تعرف
صوت الغرباء .” (يو ١٠ : ٥). ” قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر ” (عب ٥ : ١٤). معرفة صوت
الراعي وتمييزه علامة تميز الخراف نفسها ، فمن لا يعرف صوت الراعي ليس من الخراف .
+ ويدعوها بأسماء لأنها خرافه،”…وأعطيه حصاة بيضاء وعلى الحصاة اسم جديد مكتوب لا يعرفه أحد غير الذي يأخذ ” (رؤ ٢ :١٧)
+ ويخرجها ” نلاحظ أن الدخول حدث أولا قبل الخروج ” ومتى أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها والخراف تتبعه “.
الدخول تم باختيار حر أما الخروج فالرعي هو الذي يخرج خرافه الخاصة ويتقدمهم . ثم يقول ، ” إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعي “.
من يدخل يخلص . الدخول بإرادة حره من الباب لحظيرة الخراف التي هي الكنيسة شركة جسد المسيح ثم يخرج من جسد الخطية لحرية مجد أولاد الله بشركة الصليب والموت بالمعمودية ، وشركة قيامته .
+ “ New King James “ يترجم، ” يدخل ويخرج ويجد مرعي”
Go in and out “ وكأن الموضوع باب مفتوح للدخول والخروج من نفس البابا . اللفظ اليوناني يعني الخروج فيه وليس الخروج منه.
إن دخل بي أحد فلا يعود ليخرج من نفس الباب وإلا لما كان هناك معنى لدخوله والانتماء لحظيرة خراف المسيح التي هي
الكنيسة ، فنصير في المسيح يسوع . أما الخروج الذي يعنيه الكتاب فهو المسيح يخرج بنا إلى حرية مجد اولاد الله ، ونحن نخرج فيه للنصرة بالصليب في سر الفداء .
+ أما عبارة ويجد مرعي فتعني أن خروجه هو للمراعي الخضراء وفي ذلك إشارة للروح القدس العامل في سر الكنيسة . وبذلك
فالدخول من الباب ثم الخروج للمراعي الخضر إشارة للتجسد, والفداء ، وسر الكنيسة .
وهذه الأسرار الثلاثة هي أسرار التدبير الإلهي للخلاص وهي موضوع القراءات التي تقدمه الكنيسة في الفصول الثلاثة للسنة القبطية .
المرحلة الثانية
تبدأ هذه المرحلة عقب قداس أحد الشعانين مباشرة بصلاة الجناز العام وتشمل الساعات السادسة والتاسعة والحادية عشر من يوم الأحد ، ثم تقدم ساعات ليلة الاثنين ( اليوم في التقويم الشرقي يبدأ عند غروب اليوم السابق ). وتستمر قراءات هذه المرحلة حتى ليلة الخميس ( الأربعاء مساءً ).
نظام القراءات يأخذ شكلا فصحيا حيث يبدأ نظام قراءات السواعي ؛
خمسة ساعات صباحية وخمسة مسائية . تتوقف الصلاة بالأجبية وتستبدل بقراءات وصلوات البصخة . الصلاة في كل ساعة تحوي فصولاً من العهد القديم ( النبوات ) ، ثم تسبحة لك القوة والمجد “،
ثم المزمور والإنجيل والطرح والطلبة . تنظیم قراءات هذه المرحلة
تتبع أحداث الأسبوع الأخير من الكتاب المقدس فالكنيسة تعايش أقوال وأعمال السيد المسيح في كل ساعة من الساعات الليلية والنهارية خلال الأسبوع المشحونة بالمخاطر الجسام .
من خلال آلام المخاض التي تقبلها السيد المسيح جسديا ونفسيا في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ الخلاص ، تولد الكنيسة وتقوم على أنقاض الهيكل القديم ، وتتشدد مستندة على ضعف المصلوب .
وحتى تقوم كان يلزم أن يعلن المسيح نهاية العهد القديم ونهاية الدور الخلاصي لإسرائيل . لقد فشلت إسرائيل في أن تحفظ العهد الأبدي الذي قطعه الله مع إبراهيم ونسله ، ولتكميل العهد كان يلزم أن تقوم إسرائيل الجديدة في الكنيسة ، ليكمل يسوع بها وفيها العهد الأبدي .
لذلك تقدم قراءات الثلاثة أيام عريضة اتهام إسرائيل التي يقوم عليها الحكم بمفارقة الله لهيكله القديم بشكل نهائي .
وعلى ذلك أصبح الهيكل بلا جدوى فحق له الخراب . ” فإذ قال جديدا عتق الأول وأما ما عتق وشاخ فهو قريب من الاضمحلال ” (عب ٨ :١٣).
قراءات البصخة لأحد الشعانين ومساء الاثنين
بعد الجناز العام تبدأ قراءات الساعة التاسعة برثاء أورشليم المدينة الكثيرة الشغب كما يصفها إرميا النبي ، ” كيف جلست وحدها
المدينة الكثيرة الشعب كيف صارت كأرملة العظيمة في الأمم السيدة في البلدان صارت تحت الجزية ” (مرا ١ : ١) .
في نفس الوقت ، إنجيل متى يعرض دخول السيد المسيح أورشليم ، ” ولما دخل أورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة من هذا … وقال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص .. ثم تركهم وخرج خارج المدينة إلى بيت عنيا وبات هناك ” (مت ٢١ : ١٠– ١٧) .
أورشليم لم تعرف زمان افتقادها ، إسرائيل استؤمنت على أمانة فلم تكن أمينة . ما فائدة العهد مع الله موضوع فخرها؟ إنه تحذير لكل نفس .
اليوم عند الشرقيين يبدأ بغروب الشمس . ليلة الاثنين ( مساء أحد الشعانين ) في سنة صلب السيد المسيح كانت توافق يوم ١٠ نیسان حسب التقويم العبري .
في ذلك اليوم كان يشتري خروف الفصح ليوضح تحت الحفظ حتى عيد الفصح يوم ١٤ نیسان ، كان في تلك السنة في ليلة الخميس وصباح يوم الجمعة .
نبوات هذه الليلة كلها عن أورشليم وخرابها . صفنيا في الساعة الأولى يقول ” نزعا أنزع الكل عن وجه الأرض يقول الرب . أنزع
الإنسان والحيوان أنزع طيور السماء وسمك البحر والمعاثر مع الأشرار .. وأمد يدي على يهوذا وعلى كل سكان أورشليم وأقطع
من هذا المكان بقية البعل اسم الكماریم مع الكهنة. ” (صف ١ : ٢– ٤). يوئيل ( السادسة ) يتكلم عن الكرمة والتينة رموز أورشليم، ” جعلت كرمتی خربة وتينتي متهشمة قد قشرتها وطرحتها فابيضت قضبانها ” (يؤ ١ : ٧) .
في كل أناجيل الساعات السيد المسيح يتنبأ عن صلبه وموته وقيامته وصعوده إلى السماوات .
في الساعة الأولى ، ” فقال لهم يسوع النور معكم زمانا قليلا بعد فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام والذي يسير في الظلام لا يعلم إلى أين يذهب .
ما دام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور تكلم يسوع بهذا ثم مضى واختفى عنهم ” (يو ١٢ : ٣٥ – ٣٦) . والنور هو المسيح .
وفي الساعة السادسة ، ” ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة ويحكمون عليه بالموت
ويسلمونه إلى الأمم .
فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم “. (مر ١٠ : ٣٣ – ٣٤).
آلام المسيح وخراب أورشليم هما آلام المخاض لميلاد الكنيسة وقيامها في الإفخارستيا يوم خميس العهد ، والصليب يوم الجمعة
العظيمة ثم في قيامة الرب في أول الأسبوع .
قراءات يوم الاثنين وليلة الثلاثاء ( مساء الاثنين ) في سنة صلب السيد المسيح كان صباح يوم الاثنين الموافق ١٠ نیسان ، وفي المساء ليلة الثلاثاء توافق ١١ نیسان .
أحداث يوم الاثنين :
+ تعليمه في الهيكل .
+ خروج يسوع إلى أورشليم .
+ لعن شجرة التين التي ادعت الإثمار كذباً .
+ تطهير الهيكل من العبادة الشكلية والربح المادي ثم أخذ يعلم ويعمل المعجزات في الهيكل مما أثار حسد رؤساء الكهنة فتأمروا
عليه ليقتلوه .
في ساعات الصباح والمساء قراءات اليوم عن إسرائيل المرفوضة لأنها لم تثمر ، بل كان ثمرها رديئا بحسب وصف إشعياء ، ”
لأنشدن عن حبيبي نشيد محبي لكرمه كان لحبيبي كرم على أكمة خصبة .
فنقبه ونقي حجارته وغرسه کرم سورق وبنی برجا في وسطه ونقر فيه أيضا معصرة فانتظر أن يصنع عنبا فصنع عنبا
رديئا .. إن کرم رب الجنود هو بيت إسرائيل وغرس لذته رجال يهوذا فانتظر حقا فإذا سفك دم وعدلا فإذا صراخ . ويل للذين
يصلون بيتا ببيت ويقرنون حقلا بحقل حتى لم يبق موضع فصرتم تسكنون وحدكم في وسط الأرض ” (إش ٥ : ١ – ٩).
الرب يطلب الثمر مهما تمهل علينا إلا أنه لا يمكن أن يتخلى عن حقه في الثمر .
الرب يرحم ويعطي كل الفرص ولكن الثمر مطلوب في العهد القديم كما هو في الجديد .
الثمر هو بر الله العامل كثمر للإيمان بالمسيح .
الاكتفاء بشكل الإيمان أمر في غاية الخطورة فيلزم أن يكون الإيمان عامل بالمحبة لكي يثمر بالبر . ” هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارا جيدة وأما الشجرة الردية فتصنع أثمارا ردية ” (مت ٧ : ١٧) .
” فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة ” (مت ٣: ٨). ” والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار ” (مت ٣ : ١٠).
” اجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيدا أو اجعلوا الشجرة ردية وثمرها رديا لأن من الثمر تعرف الشجرة ” (مت ١٢ : ٣٣). ” لذلك
أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم و يعطي لأمة تعمل أثماره ” (مت ٢١ : ٤٣) .
لذلك فشجرة التين غير المثمرة تمثل إسرائيل ، التي تدور حولها كل قراءات اليوم من العهدين ، فتربط القراءات بين لعن شجرة التين ومغادرة المسيح للهيكل ، التي تحمل فكرة مغادرة الله له ، وبذلك صار الهيكل بلا نفع فوقع عليه قرار الخراب كما على التينة التي يبست .
التينة وإسرائيل كانا لهما الورق الأخضر الكثير كمظهر للبر ولكن لم يكن هناك ثمر الذي هو بر الله حسب نبوة إشعياء .
فيقول السيد المسيح في الساعة الأولى عن ثمر إسرائيل ، ” وكان يعلم قائلا لهم أليس مكتوبا بيتي بيت صلاة يدعى لجميع الأمم وأنتم جعلتموه مغارة لصوص “. كما يقول لشجرة التين ، ” وقال لها لا يأكل احد منك ثمرا بعد إلى الأبد وكان تلاميذه يسمعون ” (مر١١: ١٤-١٧) .
إشعياء النبي يعطي الويلات بسبب الرشوة ، ” ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما الجاعلين
المر حلوا والحلو مرا .
ويل للحكماء في أعين أنفسهم والفهماء عند ذواتهم … الذين يبررون الشرير من أجل الرشوة وأما حق الصديقين فينزعونه منهم ” (إش ٥ : ٢٠ – ٢٣) .
والسيد المسيح يطرد الباعة الذين ينجسون الهيكل من أجل الرشوة .
طلاق الخائنة : ” ثم هكذا قال الرب أين كتاب طلاق أمكم التي طلقتها أو من هو من غرمائي الذي بعته إياكم هوذا من أجل آثامكم قد بعتم ومن أجل ذنوبكم طلقت أمكم ” (إش ٥٠ : ١).
” يا أورشلیم یا أورشلیم یا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا . هوذا بيتكم يترك لكم خرابا . والحق أقول لكم إنكم لا ترونني حتى يأتي وقت تقولون فيه مبارك اللآتي باسم الرب ” (لو١٣: ٣٤ – ٣٥).
” لذلك أيضا قالت حكمة الله ( المسيح ) أني أرسل إليهم أنبياء ورسلا فيقتلون منهم ويطردون . لكي يطلب من هذا الجيل دم جميع الأنبياء المهرق منذ إنشاء العالم .
من دم هابيل إلى دم زكريا الذي اهلك بين المذبح والبيت نعم أقول لكم إنه يطلب من هذا الجيل ” (لو ١١: ٤٩ – ٥١).
قراءات يوم الثلاثاء وليلة الأربعاء ( مساء الثلاثاء )
في سنة صلب السيد المسيح كان صباح يوم الثلاثاء يوافق ١١ نیسان وليلة الأربعاء في المساء توافق ١٢ نیسان .
قراءات اليوم من العهدين عن نزع العهد من إسرائيل الخائن ليسلم للكنيسة لتحمل مسئولية تكميله بالمسيح الحاضر فيها . فبقدر ما تعرض القراءات صور خيانة إسرائيل للعهد بقدر ما يقدم السيد المسيح تعليمه للكنيسة عن السهر .
تبدأ القراءات من سفر الخروج ، ” أنتم رأيتم ما صنعت بالمصريين وأنا حملتكم على أجنحة النسور وجئت بكم إلي .
فالآن إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب فإن لي كل الأرض .
وأنتم تكونون لي مملكة كهنة وأمة مقدسة هذه هي الكلمات التي تكلم بها بني إسرائيل .
فأجاب جميع الشعب معا وقالوا كل ما تكلم به الرب نفعل فرد موسی کلام الشعب إلى الرب (خر ١٩: ٤ – ٨).
القراءات تبدأ بالعهد الذي قطعه الله مع بني إسرائيل ، كامتداد للعهد الأبدي مع إبراهيم واسحق ويعقوب ، حيث حصل موسي علي موافقة كل الشعب .
العهد مع الله يجمع بين العهد الشخصي مع كل واحد منفردا كما أنه عهد جماعي ، ” وأنتم تكونون لي مملكة كهنة وأمة مقدسة “. وكما تعلن القراءات فشل إسرائيل في حفظ العهد مع الله بسبب تعدياتها وشرورها فإنها تضع هذا العهد كمسئولية أمام الكنيسة لتقوم بتكميله بالمسيح الحاضر فيها والروح القدس .
وهذا هو موضوع كل قراءات اليوم .
ختمت قراءات الاثنين بإعلان نهاية إسرائيل وهيكلها (من إنجيل لوقا ) بسبب شرورها ، لتقوم الكنيسة كهيكل روحي يقوم بالروح
والحق .
في الصباح تعرض القراءات رفض اليهود للسيد المسيح (إنجيل يوحنا ص ٨ )، كما رفضوا الله حسب أسفار العهد القديم ، ”
فتتعثر في النهار ويتعثر أيضا النبي معك في الليل وأنا أخرب أمك ( إسرائيل ).
قد هلك شعبي من عدم المعرفة لأنك أنت رفضت المعرفة أرفضك أنا حتى لا تكون لي ولأنك نسيت شريعة إلهك
أنسى أنا أيضا بنيك ” (هو ٤ : ٥- ٦).
وإيليا يشكوا لله ، ” فقال غرت غيرة للرب إله الجنود لأن بني إسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا أنبياءك بالسيف فبقيت أنا وحدي وهم يطلبون نفسي ليأخذوها ” (١مل ١٩ : ١٤).
لذلك يصب السيد المسيح ويلاته علي العبادة الشكلية ( إنجيل متى ، ٢٣ ) الذي يختمه بإعلان خراب الهيكل ، ” هوذا بيتكم يترك لكم خرابا “.
القراءات بها نبوات عن خراب أورشليم وهيكلها لكن الدائرة تتسع لتشمل نهاية العالم وخرابه ، ” فقال لهم يسوع أما تنظرون جميع هذه ، الحق أقول لكم إنه لا يترك ههنا حجر على حجر لا ينقض ” (مت ٢٤ : ٢).
حزقيال يتنبأ عن خراب أورشليم ثلاث مرات وفي المرة الثالثة يخرب العالم كله .
“فتنبأ أنت يا ابن آدم واصفق كفا على كف وليعد السيف ثالثة هو سيف القتلى سيف القتل العظيم المحيق بهم ” (حز ٢١ : ١٤).
وفي حديث نهاية الأيام يعود ذکر شجرة التين كمركز للأحداث ، ” فمن شجرة التين تعلموا المثل متى
صار غصنها رخصا وأخرجت أوراقها تعلمون أن الصيف قريب ” (مت ٢٤ : ٣٢).
فتحمل علامة أخيرة للخراب الآتي عندما تعود إسرائيل يصير غصنها رخصا ، وتورق مرة أخرى دون ثمر .
بدء من الساعة التاسعة النهارية حتى المساء الحديث يوجه للكنيسة عن متطلبات خلاصها بالسهر والصلاة ، ” اسهروا إذا لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم ” (مت ٢٤ : ٤٢).
إنجيل متى إصحاحات ٢٢ – ٢٦ تحوي حديث غاية في الأهمية عن نهاية العهد مع إسرائيل ثم نهاية الأيام كما تحوي أهم الأمثال عن ملكوت السماوات . فتركز الأناجيل على مسئوليات الخلاص .
عرس بن الملك يمثل قيام الكنيسة ودعوتها لخلاص العالم بذبيحة الابن الذي هو العريس وهو الذبيحة .
الأب هو الملك الداعي لوليمة ابنه (مت ٢٢ :١ – ١٤).
المدعوين يرفضون الدعوة وهم اليهود.
فتوجه الدعوة للجميع ، فيتوجه الخدام للطرقات لدعوة الكل دون شرط ، ومع ذلك فقد كان هناك شرط واحد هو لباس العرس.
ثياب البر التي يلبسنا إياها الرب بميلادنا الجديد في المعمودية ، فبدون القداسة لا نستطيع ان ندخل لفرحه لنبلغ ملكوته .
تقدم القراءات ثلاثة أمثال للسيد المسيح عن أمور تمنع السهر الروحي :
- عدم الأمانة :
في المثل الأول مقارنة بين العبد الأمين والرديء .
عدم الأمانة معوق شديد للخلاص ، ” يأتي سيد ذلك العبد في يوم لا
ينتظره وفي ساعة لا يعرفها . فيقطعه ويجعل نصيبه مع المرائين
هناك يكون البكاء وصرير الأسنان ” (مت ٢٤ : ٥٠-٥١).
- الجهل :
في مثل العشر عذاري كلهن عذارى أي لا تنقصهن الأمانة ، لكن خمس منهن كن جاهلات ، ” الحق أقول لكن إني ما
أعرفكن فاسهروا إذا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان ” (مت ٢٥ : ١٢-١٣). ” ما أعرفكن “، نتيجة
للجهل فلم يعرفوه ، ربما سمعوا عنه وتكلموا عليه وعلموا أخرين ، لكنهم لم يتعرفوا عليه شخصياً ، ” هلك شعبي من عدم المعرفة ” (هو ٤ : ٦). المقصود هنا المعرفة الروحية التي تؤدي إلى الاستنارة بالله والإنارة للآخرين التي يرمز لها بالزيت ، فينير فيهم الله بمعرفته .
الزيت هو عصارة النفس في جهاد وسهر لمعرفة الله فتشتعل وتنير بالحب .
- الكسل :
في مثل الوزنات لم يكن العبد غير أمين ولا جاهلا لكنه
كان كسولا فدفن وزنته من قبيل الأمانة حتى يردها متى طلبت منه
، فلم يتاجر فيها ولم يربح ، ” فأجاب سيده وقال له أيها العبد
الشرير ( نتيجة للكسل ) والكسلان عرفت أني أحصد حيث لم أزرع
وأجمع من حيث لم أبذر … والنتيجة ، اطرحوه إلى الظلمة
الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الأسنان ” (مت ٢٥ : ٢٦ -٢٧).
- مثل الخراف والجداء :
وضح السيد المسيح في ثلاثة أمثال الأمور المعوقة للخلاص ، ثم يختم الحديث بهذا المثل الذي يضع فيه أعمال البر كضرورة للخلاص .
ليس معنى هذا أننا نخلص بأعمال برنا ، لكن أعمالنا هي الثمر الذي يظهر بر الله فينا ، والذي يخرج من كنز القلب الصالح ، نتيجة للإيمان مع الجهاد والسهر .
ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا یا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم لأني جعت فأطعمتموني عطشت فسقيتموني كنت غريبا فأويتموني عريانا فكسوتموني مريضا فزرتموني محبوسا فأتيتم إلى الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم ” (مت ٢٥ : ٣٤ -٣٦).
إن أسهل وسيلة لمعرفة الله هو أن نلتقي به في إخوته الأصاغر فهم الباعة الذين نشتري منهم الزيت في مثل العشر عذاري . وهم الصيارفة الذين يمكن أن نستودعهم الوزنات إن لم نكن نجيد الاتجار بها .
فنحن نحتاج لإخوة الرب ، فمن خلالهم نلتقي بالله .
قراءات يوم الأربعاء وليلة الخميس ( مساء الأربعاء )
في سنة صلب السيد المسيح كان صباح يوم الأربعاء يوافق ١٢ نیسان ، وليلة الخميس في مساء الأربعاء توافق ١٣ نیسان .
قراءات يوم الأربعاء وليلة الخميس تقدم قصة الخيانة من الأربعة أناجيل ، تآمر اليهود وخيانة يهوذا . وتعرض قارورة الطيب
كمفارقة ومقارنة بين الحب والخيانة .
إنجيل يوحنا ( باكر والحادية عشر ) يعرض تآمر اليهود والرؤية اللاهوتية لهذا القرار ، ” فقال هم واحد منهم وهو قيافا كان رئيسا للكهنة في تلك السنة أنتم لستم تعرفون شيئا .
ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها . ولم يقل هذا من نفسه بل إذ كان رئيسا للكهنة في تلك السنة تنبأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة .
وليس عن الأمة فقط بل ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد . فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه ” (يو ١١: ٤٩ – ٥٣).
إشعياء النبي يوضح أن المؤامرات لا تمنع يد الرب عن أن تخلص، ” ها إن يد الرب لم تقصر عن أن تخلص ولم تثقل أذنه عن أن
تسمع . بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع. ” (إش ٥٩ : ١ – ٣) .
وهنا يشرح كيف يخلص الرب حتى من خلال شرورهم . ” الآن دينونة هذا العالم الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجا . وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلى الجميع ” (يو ١٢ : ٣١ -٣٢).
” حينئذ اجتمع رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب إلى دار رئيس الكهنة الذي يدعي قيافا . وتشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه.
ولكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب “. (مت٢٦ : ٣ – ٥).
قرار القبض على يسوع اتخذ قبل الفصح بيومين فقط دون أن يحدد موعد . وكان الرأي ألا يتم ذلك قبل العيد حتى لا يكون هناك شغب ، لكن الموقف تغير بعرض يهوذا أن يسلمه إليهم سرا فوجدوا الفرصة مواتية في اللحظات الأخيرة قبل العيد إي في
ليلة الفصح .
” قال لهم يسوع النور معكم زمانا قليلا بعد فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام والذي يسير في الظلام لا يعلم إلى أين يذهب .
ما دام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور ، تكلم يسوع بهذا ثم مضى واختفى عنهم ” (يو ١٢ : ٣٥ – ٣٦).
ليلة الخميس من البصخة ١٣ من نیسان حسب التقويم العبري ليلة الوداع :
متى ومرقس عندما سجلا خيانة يهوذا يعرضان بعدها مباشرة ، ساكبة الطيب للمقارنة فقط وليس كحدث قبل الفصح بيومين .
يلاحظ كيف يغفل كلا الإنجيلين ذكر موت وقيامة لعازر كما لم يذكرا اسم المرأة ساكبة الطيب .
بعض شراح الكتاب يعللون ذلك بأن اليهود كانوا يريدون قتل لعازر .
عند كتابة إنجيلي مرقس ومتی كان لعازر وأختيه على قيد الحياة ، لذلك تجنبا ذكر أي خبر عنهم حتى لا يثيرا مشاكل حول العائلة .
أما يوحنا الذي كتب إنجيله بعد وفاة أفراد العائلة ، أراد أن يذكر أهم الأحداث التي أغفلتها الأناجيل الأخرى بسبب الظروف . ويعرض مرقس تلك المفارقة كالآتي :
” وفيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص وهو متكئ جاءت
امرأة معها قارورة طيب ناردین خالص كثير الثمن فكسرت القارورة وسكبته على رأسه .
وكان قوم مغتاظين في أنفسهم فقالوا لماذا كان تلف الطيب … عملت ما عندها قد سبقت ودهنت بالطيب جسدي للتكفين .
الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكارا لها ” (مر ١٤ : ٣ – ٩).
ثم إن يهوذا الإسخريوطي واحدا من الاثني عشر مضى إلى رؤساء الكهنة ليسلمه إليهم .
ولما سمعوا فرحوا ووعدوه أن يعطوه فضة وكان يطلب كيف يسلمه في فرصة موافقة ” (مر ١٤ : ١٠ -١١).
وهنا تقرر القبض علي يسوع حتى قبل العيد .
نبوة هوشع ، ” هلم نرجع إلى الرب لأنه هو افترس فيشفينا ضرب فيجبرنا . يحيينا بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه.
لنعرف فلنتتبع لنعرف الرب خروجه يقين كالفجر .. ” (هو ٦ : ١ – ٣).
وبذلك تأخذنا القراءات للمرحلة الثالثة والأخيرة من العبور مع المسيح .
المرحلة الثالثة
في هذه المرحلة يلتقي الفصح بيوم الكفارة العظيم في ذبيحة المسيح .
فيقدم المسيح ذبيحة فصحه الجديد في مساء الخميس مع تلاميذه
كرئيس كهنة للخيرات العتيدة . بذلك أقام الكهنوت الجديد في كهنوته
حيث قدم ذبيحة نفسه . كما أقام الكنيسة الهيكل الجديد في سر جسده
. فكل مخاض الأيام الماضية كان إعدادا الميلاد الكنيسة من خلال
الصليب ، وفي يوم الجمعة أكمل العمل الفصحي الذي بدأه في
المساء ، ففي ساعة ذبح خروف الفصح قدم نفسه للذبح فصحا للرب
. فما قام به بالليل اكتمل بالنهار ليكمل عمله الذبيحي الواحد
والوحيد من أجل خلاص العالم كله . ومن جنبه فاض بالماء والدم
لتؤخذ الكنيسة من بين ضلوعه فتولد بالماء والروح بالمعمودية .
وبدم عهده غسلها من خطاياها لتثبت فيه وهو فيها ، ” لأننا أعضاء
جسمه من لحمه ومن عظامه “. (اف ٥ : ٣٠)
ثم دخل إلى ما وراء الحجاب بدم ذبيحته كرئيس كهنة للخيرات
العتيدة ليكفر عن خطايا كل العالم . ونزل إلى مواضع الأرض
السفلية ليخرج الذين في السبي منذ القدم ، وفتح الفردوس لأول مرة
. وبذلك قامت أورشليم السماوية على الأرض في الكنيسة ،
وتتكامل معها الأرواح المكملة في الفردوس ككنيسة واحدة مقدسة .
وفي اليوم الثالث في أول الأسبوع قام .
خميس العهد
في سنة صلب السيد المسيح كان صباح يوم الخميس يوافق ١٣
نیسان ، وليلة الجمعة في مساء الخميس توافق ١٤ نيسان أي ليلة الفصح
أحداث يوم الخميس :
+ الإعداد للفصح
+ عشاء فصح المسيح
+ غسل الأرجل
+ تحذير يهوذا
+ تأسيس سر الإفخارستيا
+ تحذير الرب لبطرس والتلاميذ
+ التسبيح بالمزامير والخروج لجثيماني
+ حديث الرب للتلاميذ من أناجيل متى ومرقس ولوقا
+ حديث الرب للتلاميذ من أنجيل يوحنا وصلاته الوداعية
+ صلاة يسوع في البستان
+ القبض علي السيد المسيح وهرب التلاميذ
+ محاكمته ليلا أمام السنهدرين .
” وأنت أيضا فإني بدم عهدك قد أطلقت أسراك من الحب الذي ليس فيه ماء : (زك ٩ : ١١) .
السيد المسيح يستعلن كهنوته لأول مرة كرئيس الكهنة الأعظم على طقس ملكي صادق ، حيث تتحقق النبوة بشكل معجزي فائق للعقل .
أقسم الرب ولن يندم أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق ” (مز ١١٠ : ٤).
لم يذكر اسم ملكي صادق في العهد القديس كله سوى مرتين .
المرة الأولى عند لقاءه مع إبراهيم بعد يوم الخميس
من أسبوع الفصح كسرة الملوك في الإصحاح ١٤ من سفر التكوين، حوالي سنة ألفين قبل الميلاد .
ولم يذكر اسمه مرة أخرى في العهد القديم إلا في المزمور الذي كتب حوالي سنة ألف قبل الميلاد أي بعد ألف سنة . كتبه داود بالروح عن المسيح ، ” قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك . يرسل الرب قضيب عزك من صهيون
تسلط في وسط أعدائك .” (مز ١١٠ : ١ ، ٢).
هذا الكلام لا ينطبق على شخص أخر سوى يسوع المسيح .
فكيف تذكر داود ملكي صادق بعد ألف سنة ؟ مع أنه لم يذكر عنه أي شيء في العهد القديم سوى مرة واحدة قبل ذلك .
والعجيب أن تكون النبوة بهذه الدقة فتقدمة الخبز والخمر هي تقدمة المسيح التي أسس بها سر الإفخارستيا ، فأعلن عن سر کهنوته في نفس الوقت .
” وملكي صادق ملك شاليم أخرج خبزا وخمرا وكان كاهنا لله العلي .
وبارکه وقال مبارك أبرام من الله العلي مالك السماوات والأرض .
ومبارك الله العلي الذي أسلم أعداءك في يدك فأعطاه عشرا من كل شيء ” (تك ١٤ : ١٨ – ٢٠).
” لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضا أن الرب يسوع في الليلة
التي اسلم فيها اخذ خبزا . و شكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو
جسدي المكسور لأجلكم اصنعوا هذا الذكري . كذلك الكأس أيضا
بعدما تعشوا قائلا هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي اصنعوا هذا
كلما شربتم لذكري . فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس
تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء ” (١ كو ١١ : ٢٣ – ٣٤).
الجمعة العظيمة
في سنة صلب السيد المسيح كان صباح يوم الجمعة يوافق ١٤ نيسان ، أي يوم عيد الفصح حيث يذبح الخروف بين العشائين ويرفع الخمير من البيوت .
ويعد عشاء الفصح بحيث أن يكتمل تجهيزه كما يتم تطهير البيوت من الخمير قبل الغروب ، حين يبدأ سبت العيد في ليلة السبت الموافق ١٥ نیسان .
في هذه السنة وافق سبت العيد السبت الأسبوعي لذلك يقول عنه يوحنا ” لأن ذلك السبت كان عظيما ” (يو ١٩ : ٣١ ) وهو سبت النور ويوم الراحة فارتاحت البشرية بخلاص الرب .
إنه يوم الكفارة العظيم الذي تكتمل فيه كل النبوات ، فيصنع المسيح خلاصا لعالم عندما قدم جسده للذبح والموت عن خطايا العالم كله .
هنا اتضحت خطة الله في تدبيره للتجسد .
فقد اتخذ جسد بشريتنا المائت ، ويموت به ، ليصنع فداءا أبديا ، ” لأنه ما كان الناموس عاجزا عنه في ما كان ضعيفا بالجسد ، فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية في الجسد ” (رو ٨ : ٣) .
إنه يوم الفصح الأبدي ( الإسكتولوجي ) فقد التقي الفصح بيوم الكفارة فعبر عنا الموت والملاك المهلك بدم المسيح .
وعبرنا نحن به بحر العالم وجزنا قفاره إلى الراحة الأبدية لقد التقت كل صور ذبائح العهد القديم في ذبيحة واحدة أبدية هي ذبيحة المسيح .
وبقيامته أكمل التدبير بالجسد .
سبت الفرح
يقرأ سفر الرؤيا ( الأبوكلبسيس ) بعد صلاة الساعة السادسة المنهج السادس من العام الليتورجي
القيامة والخمسين يوم المقدسة المسيح الحي القائم من الأموات هو الأساس الروحي الذي تقوم عليه الكنيسة .
لقد قدمت لنا الكنيسة في برنامج القراءات السنوي بشكل بنائي تكاملي في الفصل الأول سر التجسد ثم في الفصل الثاني سر
الفداء ، ولكل مرحلة مفاعيلها الخاصة تعمل في بناء النفوس والكنائس . والآن نلتقي بالقيامة التي هي رأس كل المراحل .
فبالقيامة يكتمل مفهوم التجسد .
ففي التجسد اتحد المسيح بنا ، وبقيامته هو حي فينا ومعطي الحياة الأبدية لنا . القيامة هي التي تعطي كل القيمة المعني الصليب والموت والفداء ، فبغير القيامة الصليب هو ضعف وفناء ولكن بالقيامة صار قوة قيام لحياة أبدية .
والقيامة هي التي أعطت للكنيسة معناها وقيمتها وقوتها بالروح القدس .
فالكنيسة تعيش القيامة ، وهذا هو موضوع الفصل الثالث والأخير من العام .
الفصل الثاني من العام هو ربيع الحياة الروحية ، ففي فصل الحصاد
والجمع تقدم لنا الكنيسة في القراءات ” نعمة الابن الوحيد ” وعمل
الخلاص في سرالفداء . الابن أتي ليجمع كل شئ إلي واحد في جسده ، صانعاً خلاصاً وفداء أبديا بالصليب . وهو الباكورة المقدمة عن العالم بقيامته من الأموات وصعوده إلى السماوات والجلوس عن يمين الآب .
فبعد أن قدمت في المنهج الرابع الخروج مع المسيح للبرية في الصوم الأربعيني المقدس ، وفي المنهج الخامس
العبور مع المسيح في أسبوع الفصح ” شركة آلام وموت ودفن “. ترینا فرح قيامته لنشترك في نصرته وصعوده إلى السماوات
والجلوس عن يمين الآب .
رؤية المسيح قائما من بين الأموات في الخمسين يوم المقدسة
” شركة قيامته ”
الصوم الكبير هو خروج مع المسيح لبرية التجربة ، لنشترك في نصرته لحسابنا .
وفي أسبوع الفصح نعبر الأردن مع يشوع الجديد عظيم الأنبياء لدخول أرض الموعد حيث اجتاز بنا أريحا أرض الخطية .
ثم تقدم يسوع ابن داود لأورشليم ليقيم مملكته الأبدية .
ويقدم رئيس الكهنة الأعظم يسوع ذبيحة بره ليقيم هيكله السماوي غير المصنوع بيد . وبذلك نأتي لمنهج القيامة .
المنهج السادس من العام ؛ الخماسين المقدسة ، هو منهج شركة قيامة الرب . قراءات هذا المنهج ينظمه قطمارس الخمسين يوم المقدسة .
الفصل الثاني من العام الليتورجي كله لا يتبع التقويم القبطي بل العبري .
لذلك يتغير توقيته في التقويم القبطي من عام لعام تبعاً لعيد الفصح .
وهو لا يتبع نظام القراءات حسب القطمارس السنوي الدوار ، بل يتفرد بنظامه الخاص ، فتحتجب أسماء الشهور القبطية
في هذا الفصل وتندمج قراءات الأيام مع قراءات الأحاد لتشكل منهجاً أسبوعياً تدور فيه كل القراءات حول موضوع واحد .
يبدأ منهج الأسبوع يوم الاثنين ويختتم بقراءات الأحد التي تبرز كل موضوع قراءات الأسبوع .
مناهج قراءات الأسابيع تتدرج لتقدم منهجاً روحياً ولاهوتياً خلال أحاد الأربعين حتى الصعود .
وفي الأحدين الباقيين من الخماسين تقدم لنا فعالية القيامة بإرسالية الروح القدس .
المراجع
المرجع : كتاب دراسة منهجية للقراءات الليتورجية للكنيسة القبطية – المهندس فؤاد نجيب يوسف