مزمور عشية قداس أحد الشعانين يأتي من مزمور ١١٨ (١١٧)، أيضاً مزمور قداس عيد القيامة:
“مبارك الآتى باسم الرب. باركناكم من بيت الرب. رتبوا عيداً فى الواصلين الى قرون المذبح. الليلويا”.
العجيب أن يأتي هذا المزمور في بداية وختام صلوات البصخة المقدسة، تبدأ به الكنيسة عشية أحد الشعانين وتختم به ليلة القيامة المقدسة.
يقول عنه القديس أثناسيوس: [وهو مع مزمور ٥٠ يعلنان إفتقاد المخلص للناس وإقامته بينهم][1].
أي أنه مزمور إفتقاد الله لأورشليم يوم الأحد، وإفتقاد الله للعالم بقيامته المقدسة.
مزمور ٦٨← يأتي في باكر أحد الشعانين، قداس سبت الفرح:
“مبارك الرب الإله. مبارك الرب يوماً فيوماً. إله اسرائيل هو يعطى قوة وعزاً لشعبه. مبارك هو الله الليلويا”. (باكر أحد الشعانين).
“ليقم الله ولتتبدد جميع أعدائه. وليهرب كل مبغضيه من أمام وجهه. هلليلويا”. (قداس سبت الفرح).
ويقول القديس أثناسيوس أنه يتحدث عن الصليب[2]
مزمور ٦٥← يأتي في قداس أحد الشعانين، الساعة السادسة من أحد الشعانين، التاسعة يوم الأثنين، الثالثة من ليلة الأربعاء:
“لك ينبغى التسبيح يا الله فى صهيون، ولك توفى النذور في أورشليم. استمع يا الله صلاتي لأنه اليك يأتي كل بشر الليلويا”. (قداس أحد الشعانين).
“طوبى لمن اخترته وقبلته ليسكن فى ديارك إلى الأبد. سنشبع من خيرات بيتك. قدوس هو هيكلك وعجيب بالبر. الليلويا” (الساعة السادسة من أحد الشعانين والثالثة من ليلة الأربعاء).
“استجب لنا يا الله مخلصنا يارجاء جميع أقطار الأرض.(جملة). طوبى لمن اخترته وقبلته ليسكن فى ديارك الى الأبد. هلليلويا” (الساعة التاسعة من يوم الأثنين).
ويقول عنه القديس أثناسيوس: [الأعداء الكثيرين (اليهود ويهوذا) الذين لا يكفون عن مناصبة الإنسان (إبن الإنسان)][3]
وكأن المزمور بالرغم من كلامه عن بيت الله والتسبيح، لكن أيضاً يشير إلى المتاجرين به، كما في إنجيل هذه الساعة.
مزمور 8 ← يأتي في الساعة التاسعة من أحد الشعانين
“من أفواه الأطفال والرضعان هيأت سبحاً. من أجل أعدائك لتهد عدواً ومنتقماً. لأنى أرى السموات أعمال أصابعك القمر والنجوم أنت أسستها. الليلويا”.
يقول عنه القديس أثناسيوس: [وحينما تتمعن في نعمة الله المخلص الممتدة في كل مكان، وتتطلع إلى الناس الذين أنقذهم، وتشتاق إلى أن تتجه نحو الله فتغني بالمزمور الثامن][4].
وتتوافق هنا نعمة الله المخلص الممتدة في كل مكان مع السماء والنجوم اللاتي يحدثن بمجده، والأطفال والرضعان المشتركين في التسبيح.
مزمور ٢٨ ← جاءت آيتين منه في الساعة الثالثة من ليلة الأثنين:
“خلص شعبك بارك ميراثك ارعهم وارفعهم إلى الأبد. استمع يا رب صوت تضرعي إذ أبتهل اليك. الليلويا”.
وهو إحدى المزمورين الذين قال عنهما القديس أثناسيوس الرسولي أنهما يشيران إلى مؤامرات اليهود: [فى حين أن المزمورين ٢٨، ١٠٩ يشيران إلى مؤامرات اليهود وشرورهم وخيانة يهوذا الاسخريوطي].
ولذلك إختارته الكنيسة في هذه الساعة التي تكلم فيها الأنجيل عن إعلان الرب لتلاميذه عن الصليب ورفض رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة له.
مزمور ٢٩ ← جاءت آيتين منه في صلاة الساعة السادسة من ليلة الأثنين:
“قدموا للرب يا أبناء الله. قدموا للرب أبناء الكباش. قدموا للرب مجداً وكرامة. قدموا للرب مجداً لأسمه، اسجدوا للرب فى دار قدسه. الليلويا”.
ويقول القديس أثناسيوس عنه :[وإن شئت وأنت تقدم السبح لله أن تتعلم ما هو ضروري أن تقدمه لربك بينما أنت تفكر روحياً فأنشد المزمور التاسع والعشرين].
لذلك تربط الكنيسة بين هذا المزمور وبين تسبيح التلاميذ والجموع والأطفال في دخول الرب أورشليم.
مزمور ١٧ جاءت منه آيتين في صلاة الساعة التاسعة من ليلة الأثنين:
“أنا صرخت لأنك قد سمعتنى يا الله. أمل يا رب أذنيك وأنصت لكلامي. استمع يا الله عدلي واصغ الى طلبتي الليلويا”.
وهنا ربما يشير القديس أثناسيوس إلى مقاومة اليهود للرب عند سماعهم تسبيح الجموع: [ولنفترض أنك في موضع احتياج إلى الصلاة بسبب مقاوميك المناصبين لنفسك فاستعن بالمزامير ١٧، ٨٦، ٨٨، ١٤١][5]
مزمور ١٨ ← جاء منه في الساعة الحادية عشر من ليلة الأثنين، وأيضًا الساعة السادسة من يوم الثلاثاء.
“نجني من أعدائي الأقوياء ومن أيدي الذين يبغضونني. لأنهم تقوّوا أكثر مني أدركوني فى يوم ضري هلليلويا” (الساعة الحادية عشر من ليلة الأثنين).
“منقذي من أعدائي الراجزين ومن الذين يقومون عليّ يرفعني. ومن الرجل الظالم تنجيني يخلصني من أعدائي الأشداء ومن أيدي الذين يبغضونني هلليلويا” (الساعة السادسة من يوم الثلاثاء).
وقال عنه القديس أثناسيوس أنه صلاة للنجاة من الأعداء: [ولقد حفظك الله من أعدائك وخلصك من مضطهديك فتسبيحاً له أنشد المزمور الثامن عشر][6].
مزمور ٧٢ ← جاء منه في باكر يوم الأثنين، وهو الذي يشير إلى مجد الله الذي كان ينتظر وجوده في الهيكل، وأيضاً العجائب التي صنعها في شفاء المرضى في الهيكل، وفي لعن شجرة التين:
“مبارك الرب إله اسرائيل الصانع العجائب وحده. مبارك اسم مجده القدوس إلى الأبد يكون الليلويا”.
لذلك قال عنه القديس أثناسيوس أنه يتكلم عن المسيح في [ملكيته وسلطانه القضائي][7]
مزمور ١٣ ← جاء منه في الساعة الحادية عشر من يوم الأثنين، وأيضًا الساعة الثالثة من ليلة الثلاثاء:
“انظر واستحب لي يا ربي والهي أنر عيني لئلا أنام في الموت. لئلا يقول عدوي أني قد قويت عليه. هلليلويا.” (الساعة الحادية عشر من يوم الأثنين).
“انظر واستجب لي يا ربي والهي أنر عيني لئلا أنام فى الموت . أما أنا فعلى رحمتك توكلت يبتهج قلبي بخلاصك. هلليلويا” (الساعة الثالثة من ليلة الثلاثاء).
ويُشير القديس أثناسيوس في هذا المزمور إلى الخيانة قائلاً: [ولكن إن أصبحت الخيانة الآتية عليك من أعدائك مزمنة][8]
مزمور ٦٢ ← جاء في الساعة الأولى من ليلة الثلاثاء، وتكرَّر في الساعة الحادية عشر من ليلة الخميس:
“خلاصي ومجدي هما بإلهي إله معونتي ورجائي هو بالله. لأنه الهي ومخلصي ناصري فلا أتزعزع أبداً الليلويا”.
ويرى القديس أثناسيوس في هذا المزمور المؤامرات التي تُحاك ضد الإنسان: [أما مقابل المتدافعين بشراسة (رؤساء اليهود) ضدك رغبة منهم بالظفر بنفسك فسلِّم طاعتك لله وردد المزمور الثاني والستين][9]
مزمور ٩١ ← جاء في الساعة السادسة من ليلة الثلاثاء، وهي الساعة التي تكلم فيها الأنجيل عن السهر والصلاة للنجاة من الدينونة العتيدة وهو ما يتوافق مع كلمات المزمور وشرح القديس أثناسيوس له:
“ملجأي والهي فأتكل عليه. لأنه ينجيني من فخ الصياد. ومن كلمة مقلقة. هلليلويا”.
شرح القديس أثناسيوس: [بعد ذلك إن راق لك أن تعرف كمال الكنيسة الجامعة وفوق هذا إن عزمت على أن تملأ نفسك جرأة وتجعل الآخرين مطمئنين إلى العبادة الحقيقية مدركين أن الرجاء بالله يحمي من العيب ويثبت النفس فقدم التسبيح بالمزمور ٩١][10]
مزمور ٢٥ ← جاء في الساعة التاسعة يوم الثلاثاء، وهي الساعة التي يتكلم فيها الأنجيل عن نهاية العالم والضيقات الكثيرة من الأنبياء الكذبة، ومن أعداء الإيمان، وهو صرخة المرنِّم في المزمور، وتأكيد القديس أثناسيوس في شرحه لمعناه:
“اليك يا رب رفعت نفسي، إلهي عليك توكلت فلا تخزني إلى الأبد. ولا تضحك بي أعدائي. ليخز الذين يصنعون الإثم باطلاً. هلليلوياه”.
شرح القديس أثناسيوس :[ولنفترض مرة أخرى أن الأعداء محيطون بك فارفع نفسك نحو الله وردد المزمور الخامس والعشرين][11]
مزمور ٤٥ ← جاء منه في الساعة الحادية عشر من يوم الثلاثاء، والثانية عشر من يوم الجمعة:
“كرسيك يالله إلى دهر الدهر. قضيب الاستقامة هو قضيب ملكك. طوبى للذي يتفهم في أمر المسكين والفقير. فى اليوم السوء ينجيه الرب. هلليلويا” (الساعة الحادية عشر من يوم الثلاثاء).
“كرسيك يا الله إلى دهر الدهر. قضيب الاستقامة هو قضيب ملكك. المر والميعة والسليخة من ثيابك. هلليلويا” (الساعة الثانية عشر من يوم الجمعة).
وقال عنه القديس أثناسيوس :[وحين تخلو إلى نفسك داخل مخدعك وتشتاق إلى الترنم بالأحداث الخاصة بالمخلص فستجدها في كل مزمور تقريباً وعلى الأخص في المزمورين ٤٥، ١١٠][12]
مزمور ٥٩ ← جاء منه في الساعة الأولى من ليلة الأربعاء، وجاء منه أيضاً في الساعة السادسة من ليلة الجمعة،
ويقول القديس أثناسيوس أن هذا المزمور هو مزمور النجاة، وما أجمل توافقه مع إنجيل الساعة الأولى من ليلة الأربعاء، ودخول الأمم الغرباء إلى عرس الملك، ونجاتهم من الهلاك الأبدي، بدعوة الملك لهم من الأزقَّة،
وأيضاً توافقه مع إنجيل الساعة السادسة من ليلة الجمعة، ونجاة البشرية من الهلاك بقبول الإبن كأس الصليب من الآب لنجاتنا وشفائنا.
“صرت ناصري وملجأي في يوم شدتي أنت معيني لك أرتل يا الهي. لأنك أنت ناصري الهي ورحمتي: هلليلوياه” (الساعة الأولى من ليلة الأربعاء).
“خلصني من أعدائي يا الله ومن الذين يقومون علي أنقذني” (الساعة السادسة من ليلة الجمعة)
شرح القديس: [تذكرة (المزمور): لكونك نجوت من الهلاك][13]
مز ٥٧ ← جاء في الساعة الحادية عشر من ليلة الأربعاء، وهو إحدى المزامير التي وصفها القديس أثناسيوس بأن من أنشدها كان هو نفسه المتألم، والعجيب مجئ المزمور منه في الساعة الحادية عشر وهي الساعة التي تختلف في مضمونها إلى حد ما عن باقي الساعات لأنها تتركز على إعلان الصليب[14]
“إرحمني يا الله إرحمني فإنه عليك توكلت نفسي. وبظل جناحيك أتكل إلى أن يعبر الإثم: هلليلويا”
شرح القديس أثناسيوس: [أما الذي ينشد مزمور ٥٤ “اللهم باسمك خلصني” ومزمور ٥٦ “إرحمني يا الله لأن الانسان يتهمني” و ٥٧ “إرحمني يا الله إرحمني” و١٤٢ “بصوتي إلى الرب صرخت” – الذي ينشد هذه المزامير لا يتمعن في أن شخصاً ما واقع تحت الإضطهاد بل أنه هو نفسه المتألم][15]
مزمور ٥١ ← جاء منه في باكر يوم الأربعاء ، أيضا لقان خميس العهد:
“لكيما تتبرر في أقوالك وتغلب اذا حوكمت”.
ويقول القديس أثناسيوس الرسولي أن من [يردد مزمور ٥١ (مزمور عشية) يجد الكلمات مناسبة له ليعلن بها توبته][16]
ولا عجب في هذا لأن قراءات الأربعاء تشير إلى خيانة يهوذا وعدم توبته رغم محاولات الرب الكثيرة لإجتذابه بالحب، ولقان خميس العهد وغسل الرب أرجل تلاميذه هو إشارة واضحة للتوبة اليومية كقول الرب “الذي إغتسل كله (المعمودية) ليس له حاجة إلَّا لغسل رجليه (التوبةاليومية)
وما أجمله تدبيرنا الكنسي الذي جعلنا نُصلِّي هذا المزمور كل يوم وكل ساعة.
مزمور ٨٣ ← جاء منه في الساعة السادسة من يوم الأربعاء:
“هوذا أعداؤك قد صرخوا. وقد رفع مبغضوك رؤوسهم. تآمروا جميعاً بقلب واحد وتعاهدوا عليك عهداً. هلليلويا”.
والدعوة هنا من القديس أثناسيوس لصلاة هذا المزمور عند تعرض الإنسان للمؤامرات والخيانة: [ومرة أخرى إن تجمع الأعداء من مختلف الجهات وأصدروا تهديداتهم ضد بيت الله، وفى الوقت عينه تكتلوا ضد الدين الحقيقي، فأنتبه لئلا ينتابك الفشل أمام جمهرتهم وقوتهم لأنك تمتلك مرساة الرجاء فى آيات المزمور الثالث والثمانين][17]
وبالطبع هذا اليوم (الأربعاء) هو يوم التآمر والخيانة من يهوذا بإتفاقه مع رؤساء اليهود لتسليم الرب لهم.
مزمور ٦٩ ← جاء في أكثر من موضع: الحادية عشر من يوم الاربعاء، الساعة الأولى من ليلة الخميس، أيضا الساعة السادسة من ليلة الجمعة، التاسعة من يوم الجمعة:
“إشفني يا رب فإن عظامي قد اضطربت ونفسي قد انزعجت جداً. لا تصرف وجهك عن فتاك. إسمعني سريعاً فإنني فى شدة: هلليلويا” (الساعة الحادية عشر من يوم الأربعاء).
“أحينى يا الله فإن المياه قد بلغت إلى نفسي. وأنظر إليّ ككثرة رأفاتك. هلليلويا” (الساعة الأولى من ليلة الخميس).
“خلصني من أعدائي يا الله ومن الذين يقومون عليّ أنقذني. وانتظرت من يحزن معي فلم يوجد. ومن يعزيني فلم أصب. هلليلويا” (الساعة السادسة من ليلة الجمعة).
“اللهم أحييني فإن المياه قد بلغت إلى نفسي. وتورطت في حمأة الموت. وجعلوا في طعامي مرارة. وفي عطشي سقوني خلاً. هلليلويا” (الساعة التاسعة من يوم الجمعة).
ويوضح القديس أثناسيوس جانب مهم عن المسيح المصلوب في هذا المزمور، فهو الذي تألم لأجل البشرية دون ذنب إقترفه: [وحين يتكلم عن ثقب اليدين والرجلين فهل هناك غير الصليب يمكن أن تشير اليه هذه الكلمات، وبعد أن علّم بكل هذه الأمور أضاف أن الرب لم يتألم كل هذه الآلام عن نفسه ولكن لأجلنا، فهو يقول في المزمور ٨٨: “علىّ أستقر غضبك” كما يقول في المزمور ٦٩: “حينئذ رددت الذي لم أخطفه” ذلك أنه لم يكن مضطراً إلى أن يؤدي الحساب عن أي ذنب أقترفه ولكنه تألم من أجلنا وأخذ على نفسه الغضب الموجه ضدنا بسبب تعدينا وهذا بعينه ما أعلنه إشعياء النبي بقوله: “وهو مجروح لأجل معاصينا”][18]
مزمور ٥٥ ← جاء مرتين: الساعة الثالثة من ليلة الخميس، أيضا باكر يوم الخميس الكبير:
“كلامه ألين من الدهن وهو نصال. أنصت يا الله لصلاتي. ولا تغفل عن طلبتي: هلليلويا”.
وغني عن الكلام والتوضيح أنها نبوَّة عن يهوذا الإسخريوطي، لذلك جاءت في هذين الساعتين اللتان تركَّزت أحداثهما على خيانة يهوذا، ولذلك جعلت الكنيسة لترتيل هذا المزمور لحن طويل [أفتشي نون] وطول مدة اللحن يحكي خيانة البشرية وضعفها، وفي المقابل نفس نغمات اللحن مع كلمات المزمور ٤٥ [كرسيك يا الله] في الساعة الحادية عشر يوم الثلاثاء مع زيادة جملة مخلصي الصالح، والساعة الثانية عشر يوم الجمعة العظيمة، ليحكي مجد الله ومحبته اللذان أُستعلنا في الصليب.
لذلك قال عنه القديس أثناسيوس: [وإن كال لك الأعداء الشتائم والسخرية وقام عليك من كنت تظنهم أصدقاء (يهوذا)، وصوبوا اتهاماتهم اليك، فأضطربت خلال تأملاتك ولو لفترة، فأنك رغم هذا تستطيع أن تجد العزاء فتسبح لله متغنياً بالمزمور الخامس والخمسين][19]
مزمور ١٤٠ ← جاء منه في الساعة السادسة من ليلة الخميس، والكلام مازال يشير هنا إلى يهوذا ورؤساء اليهود:
“نجني يا رب من انسان شرير ومن رجل ظالم انقذني. الذين تفكروا بالظلم في قلبهم النهار كله كانوا يستعدون للقتال. هليلويا”
وهو ما أكَّده القديس أثناسيوس في شرحه لجوهر هذا المزمور: [ولكنك قد تجد نفسك بعد ذلك محاصراً من الأعداء مرة أخرى فهل تريد من ينجيك؟ إذن رتل المزمور المئة والأربعين][20]
مزمور ٧ ← جاء منه في الساعة التاسعة من ليلة الخميس:
“أيها الرب إلهي عليك توكلت فخلصني ومن أيدي جميع الطاردين لي نجني. لئلا يخطفوا نفسي مثل الأسد: هليلويا”.
وواضح هنا إستمرار الحديث عن يهوذا ورؤساء اليهود، ويتكلم القديس أثناسيوس في هذا المزمور عن خيانة أخيتوفل لداود وهو كان مشيره (٢صم ١٥: ١٢)، لذلك إختارته الكنيسة في هذه الساعة لأجل خيانة التلميذ: [ولو تشاور بعض الناس عليك كما تشاور أخيتوفل على داود، وأبلغك صديق بمشاورتهم فرتل المزمور السابع، وضع اتكالك على الله الذى يدافع عنك][21]
مزمور ٩٤ ← جاء منه في الساعة الثالثة من يوم الخميس:
“يتصيدون على نفس الصديق. ويلقون إلى الحكم دماً زكياً. وسيكافئهم بإثمهم وشرهم. ويبيدهم الرب إلهي: هليلويا”.
وما أجمل ما قاله القديس أثناسيوس عن هذا المزمور في مشاورات اليهود الشريرة ضده، وأيضاً معاقبته الشيطان من أجلنا: [ثم إن شئت أن تترنم فى اليوم الرابع من الأسبوع فستجد المزمور الرابع والتسعين مناسباً لأنه في ذلك الوقت بدأ الرب يتشدد فى النقمة حاكماً بالموت عقاباً، ويعلن ذاته بألفاظ جريئة صريحة لهذا السبب فحينما تقرأ الأنجيل ترى اليهود يتشاورون فى اليوم الرابع من الأسبوع على الرب وتبصره آنذاك يتحدث علانية عن معاقبة الشيطان من أجلنا حينذاك ردد الكلمات المعبرة عن هذه الحوادث فى المزمور الرابع والتسعين أيضاً][22]
مزمور ٣١ ← جاء منه في الساعة السادسة من يوم الخميس:
“ولتصر خرصاء الشفاه الغاشة. المتكلمة على الصديق بالإثم. لأني سمعت المذمة من كثيرين يسكنون حولي حين اجتمعوا عليّ جميعاً تآمروا على أخذ نفسي: هلليلويا”.
وهنا يجب أن نقف لحظة للتأمل فيما قاله القديس أثناسيوس عن هذا المزمور: [أما حين ترى أنك مهان ومرذول من كل أحبائك وأقربائك (اليهود ويهوذا) لأجل البر فلا تكف عن الإهتمام بهم (دوام محبته لهم رغم خيانتهم) وبنفسك وإن رأيت معارفك يتحولون عنك (هروب التلاميذ) فلا تجزع بل أبعد نفسك عنهم وحول ذهنك إلى المستقبل (الخلاص) وترنم بالمزمور الحادي والثلاثين][23]
والعجيب أن هذا المزمور أيضاً هو الذي جاء فيه الآية التي قالها الرب على الصليب (يا أبتاه في يديك أستودع روحي).
مزمور ١٠٩ ← جاء منه في الساعة الثالثة من ليلة الجمعة العظيمة:
“اللهم لا تسكت عن تسبحتي لأن فم الخاطىء وفم الغاش قد انفتحا عليّ. وبكلام بُغض أحاطوني وحاربوني مجاناً. هلليلويا”.
وهو هنا يشير إلى فم الخيانة وشهادة الزور والمحاكمات الباطلة كقول القديس أثناسيوس :[في حين أن المزمورين ٢٨، ١٠٩ يشيران إلى مؤامرات اليهود وشرورهم وخيانة يهوذا الاسخريوطي][24]
مزمور ٣٥ ← جاء منه في الساعة التاسعة من ليلة الجمعة العظيمة، وأيضاً في باكر الجمعة العظيمة:
“فليخز ويخجل جميع الذين يطلبون نفسي. وليرتدوا إلى الوراء ويفتضح الذين يتآمرون عليّ بالسوء. هلليلويا” (الساعة التاسعة من ليلة الجمعة العظيمة)
“لأنه قام عليّ شهود زور، وكذب الظلم لذاته” (باكر يوم الجمعة العظيمة)
ما أجمل شرح القديس أثناسيوس لهذا المزمور :[وهو الذى يجعل مؤامراتهم تتبدد كالفقاقيع فيستكينون ولا يملكون غير أيد آثمة طالبين تجريحك وايذائك فلا تستأمن انساناً على مقاضاتهم لأن كل ما هو انساني مشبوه فيه، وأعتبر الله القاضي العادل لأنه هو المنصف وحده وردد المزامير ٢٦، ٣٥، ٤٣][25]
يشير القديس أثناسيوس إلى مؤامرات اليهود التي تبددت كالفقاقيع أي أنها فعلت كل ما سبقت فعينت مشورة الرب أن يكون بمشورته المحتومة وعلمه السابق (أع٢: ٢٣، أع ٤: ٢٨)، كما يشير إلى صمت الرب في المحاكمات بقوله: فلا تستأمن انساناً على مقاضاتهم.
يأتي المزمور الثاني في الساعة الحادية عشر من ليلة الجمعة العظيمة:
“لماذا ارتجت الأمم وهَذَتْ الشعوب بالأباطيل. قامت ملوك الأرض والرؤساء اجتمعوا معاً على الرب وعلى مسيحه. هلليلويا”.
“الساكن في السموات يضحك بهم والرب يمقتهم. حينئذ يكلمهم بغضبه وبرجزه يقلقهم. هلليلويا”.
ويرى القديس أثناسيوس في هذا المزمور أنه ينتقد خيانة يهوذا، وتعدي اليهود بالمحاكمة الظالمة: [وإن رغبت في أن تنتقد خيانة يهوذا ضد المخلص فاقرأ المزمور الثاني][26]
[والمزامير ٢، ١٤، ٣٦، ٥٢، ٥٣ توجه الإتهام إلى متعدي الناموس والذين زاغوا عن الله][27]
مزمور ٢٧ ← جاء منه في باكر يوم الجمعة العظيمة:
“قام عليّ شهود جور وعما لا أعلم سألوني. جازوني بدل الخير شراً صارّين عليّ بأسنانهم. هلليلويا” (باكر الجمعة العظيمة).
قال القديس أثناسيوس عن هذا المزمور: [وإن تكاثروا عليك وهاجموك بشراسة ساخرين منك كأنك لم تذق بعد نعمة الله فلا تستكن في ذعر بل رنم المزمور السابع والعشرين][28]
مزمور ٢٢ ← جاء منه في الساعة الحادية عشر من يوم أحد الشعانين، الساعة التاسعة من ليلة الأربعاء، الساعة الثالثة والساعةالسادسة يوم الجمعة العظيمة:
“أذيع إسمك بين إخوتي، وفي وسط الجماعة أسبحك، يا خائفي الرب سبحوه ويا معشر ذرية يعقوب مجدوه، وليخشه كل زرع إسرائيل. هليلويا”.
“نج من السيف نفسي ومن يد الكلب بنوتي الوحيدة. خلصني من فم الأسد وتواضعي من قرن ذي القرن الواحد. هليلويا” (الساعةالتاسعة من ليلة الأربعاء)
“أما أنا فمستعد للسياط. ووجعي مقابلي في كل حين. قد أحاطت بي كلاب كثيرة وزمرة من الأشرار أحدقت بي. هليلويا” (الساعة الثالثة من يوم الجمعة العظيمة)
“ثقبوا يديّ ورجليّ وأحصوا كل عظامي. اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي اقترعوا. تكلموا بشفاههم وحركوا رؤوسهم وقالوا إن كان آمن واتكل على الرب. فليخلصه ولينجيه إن كان أراده. هليلويا” (الساعة السادسة من يوم الجمعة العظيمة)
ويقول عنه القديس أثناسيوس: [ثم أكمل تصويره لهذه النبوة بأن أوضح نوع الميتة التي سيموتها على لسان المخلص نفسه][29]
وهنا يرسم المرنم في المزمور صورة واضحة للصليب وكل تفاصيله، وأيضاً بكل بركاته كما في الساعة الحادية عشر ليوم أحد الشعانين.
مزمور ١٤٣ ← جاء منه في صلاة الساعة الحادية عشر من يوم الجمعة العظيمة:
“بسطت يدي اليك فاستجب لي يا رب عاجلاً فقد فنيت روحي. لا تصرف وجهك عني. فأشابه الهابطين فى الجب. هلليلويا”.
ويقول عنه القديس القديس أثناسيوس أنه مزمور هياج كل الشعب على الإنسان (مثل ما حدث في الصلب): [ولئن قام عليك بعد هذا كله عدو مستبد فضايقك وضايق الشعب كله فلا تخف ولا ترتعد بل شدد إيمانك ودعم نفسك بالمزمور ١٤٣][30]
مزمور ٨٨ ← جاءت آيات منه في الساعة الثانية عشر من يوم الجمعة العظيمة، وأيضا في باكر سبت الفرح:
“جعلوني في جب سفلي. في مواضع مظلمة وظلال الموت” (الساعة الثانية عشر يوم الجمعة العظيمة)
“صرت مثل إنسان ليس له معين. صرت حراً بين الأموات” (باكر يوم سبت الفرح).
ويعتبر القديس أثناسيوس هذا المزمور مع مزمور ٦٩ يمثلان المصلوب لأجلنا دون ذنب إقترفه: [وبعد أن علم بكل هذه الأمور أضاف أن الرب لم يتألم كل هذه الآلام عن نفسه ولكن لأجلنا، فهو يقول فى المزمور ٨٨: “عليّ أستقر غضبك” كما يقول فى المزمور ٦٩: “حينئذ رددت الذي لم أخطفه” ذلك أنه لم يكن مضطراً إلى أن يؤدي الحساب عن أي ذنب أقترفه ولكنه تألم من أجلنا][31]
مزمور ١٢٦ ← جاءت آية منه في باكر يوم سبت الفرح:
“حينئذ امتلأ فمنا فرحاً ولساننا تهليلاً. حينئذ يُقال في الأمم. إن الرب قد عظم الصنيع معهم. أكثر الرب الصنيع معنا فصرنا فرحين. هلليلويا”.
ويربط القديس أثناسيوس بين هذا المزمور (ومعه مزمور ١٢٢) وبين سفر عزرا الذي يمثِّل رجوع الشعب من السبي، لذلك إختارت الكنيسة هنا هذا المزمور إشارة إلى رجوع المسبيين من الجحيم إلى الفردوس: [في حين أن سفر عزرا يتلخص فى المزمور ١٢٦ وهو أحد مزامير المصاعد إذ يقول: “عندما رد الرب سبى صهيون صرنا مثل المتعزين” كما نجده قبل ذلك فى المزمور ١٢٢ حيث يتغنى: “فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب وقفت أرجلنا في ديار أورشليم][32]
مزمور ١٦ ← جاءت آيتين منه في صلاة الساعة الثالثة من يوم سبت الفرح:
“لأنك لا تترك نفسي في الجحيم ولا تدع قدوسك يرى فساداً. قد عرفتني طرق الحياة. تملأني فرحاً مع وجهك. هلليلويا”
ويقول القديس أثناسيوس عنه أنه مزمور إعلان حقيقة القيامة: [وترى القيامة حقيقة في المزمور السادس عشر][33]
مزمور ٨٢ ← جاءت آية منه في الفصل الذي يتلى في قداس سبت الفرح:
“قم يا الله ودن الأرض. لأنك أنت ترث في جميع الأمم. هلليلويا”.
ويكشف القديس أثناسيوس عن بركات القيامة في هذا المزمور كميراث لكل الأمم: [في حين أننا نقرأ في المزمور ٨٢ هذه الكلمات: “الله قائم في مجمع الله في وسط الآلهة يقضي” وأننا لنتعلم من المزامير عن نداء الله للأمم][34]
مزمور قداس عيد القيامة (١١٨) ← وهو المزمور الذي بدأت به الكنيسة قراءاتها في هذا الأسبوع في عشية قداس أحد الشعانين:
“مبارك الآتي باسم الرب. باركناكم من بيت الرب. رتبوا عيداً فى الواصلين إلى قرون المذبح. الليلويا”
ويقول عنه القديس أثناسيوس: [وهو مع مزمور ٥٠ يعلنان إفتقاد المخلص للناس وإقامته بينهم][35]
وكما إفتقد الرب أورشليم يوم أحد الشعانين، هكذا إفتقد العالم بقيامته المقدسة في فجر الأحد.
المراجع
[1] رسالة القديس أثناسيوس الرسولي في معنى المزامير – ترجمة الأستاذة إيريس حبيب المصري. صفحة ١٣.
[2] نفس المرجع صفحة ٣٧.
[3] نفس المرجع صفحة 32
[4] نفس المرجع صفحة 27
[5] نفس المرجع صفحة 28
[6] نفس المرجع صفحة 28
[7] نفس المرجع صفحة 37
[8] نفس المرجع صفحة 27
[9] نفس المرجع صفحة 32
[10] نفس المرجع صفحة 34
[11] نفس المرجع صفحة 28
[12] نفس المرجع صفحة 36
[13] نفس المرجع صفحة 32
[14] راجع ما كتبه الأرشيدياكون بانوب عبده في كتابه كنوز النعمة لمعونة خدام الكلمة – الجزء الخامس – صفحة ١١
[15] نفس المرجع صفحة 22
[16] نفس المرجع صفحة 22
[17] نفس المرجع صفحة 33
[18] نفس المرجع صفحة 15
[19] نفس المرجع صفحة 32
[20] نفس المرجع صفحة 36
[21] نفس المرجع صفحة 27
[22] نفس المرجع صفحة 34
[23] نفس المرجع صفحة 29
[24] نفس المرجع صفحة 37
[25] نفس المرجع صفحة 28
[26] نفس المرجع صفحة 26
[27] نفس المرجع صفحة 26
[28] نفس المرجع صفحة 28
[29] نفس المرجع صفحة 15
[30] نفس المرجع صفحة 36
[31] نفس المرجع صفحة 15
[32] نفس المرجع صفحة 13
[33] نفس المرجع صفحة 37
[34] نفس المرجع صفحتي 16، 17
[35] نفس المرجع صفحة ١٣